لا يزال الصهيوني أنريكو ماسياس، المغني الفرنسي الذي ولد بالجزائر إبان فترة الاحتلال، يحلم بزيارة الجزائر وذلك بالرغم من صعوبة تحقيق هذا الحلم الذي يرقى إلى مستوى المستحيل، جراء الرفض المطبق من قبل السلطات الجزائرية، لزيارة شخص لطالما تلذذ بقتل وتعذيب الجزائريين، وكانت عائلته طرفا في تلك العمليات الوحشية.
ونزل أنريكو ماسياس ضيفا على برنامج تلفزيون في القناة البرلمانية الفرنسية “آل سي بي”، وكان دوما يواجه بسؤال أبدي يتعلق بحلمه بزيارته المؤودة إلى الجزائر، فرد وهو يئن تحت وطأة المنع من زيارة مسقط رأسه قسنطينة: “إنه أمر مؤلم للغاية ألا أعود إلى هناك. لقد عانيت من خيبات أمل عديدة في هذا الصدد، ولكنني كنت أرغب دائما في الذهاب إلى هناك”.
وأضاف متحسرا: “بصراحة، لم أقل أبدًا أنني لن أذهب إلى هناك مرة أخرى، على الرغم من عمري (86 سنة). لم أقل مطلقا أنني سأغلق الباب أمام الجزائر نهائيا. من الناحية المثالية، أود العودة إلى هناك قبل مغادرة هذا العالم. ولكنني لا ألوم من أوقفني، بل أسامحهم”.
ومضى مخاطبا من يرفض عودته إلى الجزائر: “إنهم يعرفون ذلك، ولكنني لا أريد تعزيز سمعة أي رئيس. أود أن يحدث هذا بيني وبين الجزائر. الشعب الجزائري لن يرى أي مشكلة في ذلك! أنا في انتظار الفرصة”.
وكان المغني الفرنسي المعروف بمواقفه الداعمة لقتل نساء وأطفال فلسطين من قبل الكيان الوحشي والهمجي، قد عبر في العديد من المرات زيارة مسقط رأسه في الجزائر (ولد في قسنطينة)، غير أن السلطات الجزائرية وقفت في طريق عودته، بسبب مواقفه من الثورة التحريرية ومن استقلال الجزائر، بحيث تورطت عائلته في العديد من المجازر بحق الجزائريين قبل الثورة التحريرية وأثناءها.
ومعلوم أن أنريكو ماسياس كان قاب قوسين أو أدنى من زيارة الجزائر في سنة 2000، حيث استغل زيارة الرئيس الراحل، عبد العزيز بوتفليقة إلى فرنسا، وتقرب منه بتسهيل من قبل السلطات الفرنسية العليا (حينها كان الراحل جاك شيراك رئيسا لفرنسا)، وتمكن من الوصول إلى الرئيس الجزائري وأحرجه بتمكينه من زيارة مسقط رأسه، فما كان من بوتفليقة إلا أن وافق أمام الملأ تحت الإحراج.
غير أن تجند بعض السياسيين وناشطين جمعويين الذين قاموا بمظاهرات واحتجاجات في بعض المدن وعلى رأسها مدينة قسنطينة، وجهة أنريكو ماسياس، رفضا لتلك الزيارة، وأد حلم أنريكو ماسياسي في مهده، حيث اعتذر الطرف الجزائري متحججا بحدوث مخاطر أمنية على حياته.
ومع ذلك لم ييأس المغني المتصهين الذي دافع بقوة عن جرائم الكيان الصهيوني خلال الأشهر الأخيرة، من زيارة مسقط رأسه، بحيث كرر المحاولة للمرة الثانية في 2007، بعد وصول الرئيس الفرنسي ذو الأصول اليهودية، نيكولا ساركوزي في سنة 2007، إلى قصر الإيليزي، غير أن محاولاته باءت بالفشل بسبب استمرار الرفض الجزائري لهذه الزيارة.
علي. ب