أكد الأستاذ والمحلل السياسي إدريس عطية أن مسألة إدراج التراث الوطني في منظمة “اليونسكو “ تدخل في إطار السياسات الثقافية للبلاد وله أبعاد سياسية ودبلوماسية ،كون التراث المادي ولامادي يعتبر من القوة الناعمة ،التي تستطيع الدولة أن توظفها في سبيل تعزيز مرئيتها الخارجية ،خاصة أن الجزائر لديها رصيد معتبر من ممثليها داخل منظمة اليونسكو “.
واعتبر ذات المتحدث قضية إدراج التراث الثقافي للامادي قضية مهمة سياسيا لان هذه المقومات التراثية تمثل هوية الدولة ورمز من رموز الهوية الثقافية الجزائرية.
وأن هذه الخطوة التي قامت بها الجزائر هي خطوة لحماية تراثها بعد محاولات دول الجوار للتعدي والاستيلاء على التراث الجزائري. والتمويه للرأي العام على أنها على مشتركات إقليمية ثقافية.
وأكد ذات المتحدث أن نظام المخزن على مر العصور و التاريخ، يعمل على سرقة مقدرات الأخرين الثقافية وتبني سرديات تاريخية زائفة، ودائما ما يعمل على قلب الأحداث من خلال تزييف الوقائع وتقديم مغالطات لشعبه وللعالم و استغلال كل الملفات على غرار ملف التراث التي من بينها سرقة التراث الجزائري ونسبه للمغرب .
وأشار في هذا الصدد، أن الاستيلاء على تراث الغير لا يجسد الحوار الثقافي ولا حتى التبادل الثقافي والحوار بين الثقافات .
وأرجع الدكتور إدريس عطية إقدام المغرب على هذه الخطوة راجع إلى عدم معرفة نظام المغرب حدوده الثقافية ورغبته المستمرة فيي تبنى كل شيء دون فهم حقيقي وهذا ما حدث مع قضية الطبوع الغنائية الجزائرية على غرار “الرأي الجزائري” وما حدث أيضا مع “طبق الكسكسي” الجزائري.
وإعتبر عطية الرؤية الصراعية للمغرب في المنطقة سبب رئيسي لإقدامه على مثل هذه الممارسات.و التعديات الثقافية .
وقال في هذا الصدد “النظام المغربي دائما ما يبحث عن العناصر الثقافية الجزائرية الغير المدرجة ويحاول نسبها إلى نفسه كطريقة سهلة للاستيلاء و ويريد استباق الزمن لافتكاك التراث الجزائري ناهيك عن محاولته لإسناد التراث الثقافي الصحراوي لنفسه على غرار الدراعة الصحراوية وغيرها من الألبسة التقليدية الخاصة بالنساء الصحراويات. ”
مضيفا “المغرب يريد أن يعبث في تراث المنطقة لصالحه وهذا الأمر غير مسموح به واليوم وبعد إدراج الجزائر للعديد من لعناصر الثقافية للتراث الجزائري أصبح العالم يعرف بالحرب الثقافية التي تشنها المغرب مع دول المنطقة”
كما اعتبر ذات المتحدث، هذه الحرب الثقافية التي يشنها المغرب على الجزائر تهدف بالدرجة الأولى الى اللعب بالعقول الغربية والدول
مشيرا في ذات الوقت أن الانفتاح السياحي للجزائر جعل المغرب متخوفا من التعرف على الموروث الثقافي الجزائري بالتالي تفنيد كل الادعاءات المغرب فيما يخص نسب بعص العناصر الثقافية للجزائر إليها.