عرفت أسعار النفط الاسبوع الجاري ، اكبر ارتفاع لها في السوق الدولية على مدى اكثر من شهرين كاملين الامر الذي يبشر بأريحية مالية بالنسبة للجزائر التي تعتمد على تصدير المحروقات بشكل اساسي في تحقيق مداخليها بالعملة الصعبة.
سجل سعر خام مزيج ” البرنت” ، وهو السعر المرجعي لبرميل الخام الجزائري ، اعلى زيادة في اكثر شهرين كاملين وصلت الى قرابة ال 2 بالمائة ليصل سعر البرميل الى اكثر من 86 دولارا ، بالنسبة لتسليمات شهر سبتمبر المقبل ، في حين وصل سعر برميل النفط الامريكي الخفيف الى اكثر من 83 دولارا لتسليمات شهر اوت المقبل.
وارجع مراقبون هذا الارتفاع في الاسعار الى عدة عوامل حيث يتمثل العامل الاول في بداية موسم العطل الذي يكثر فيه الطلب على الوقود فضلا عن بداية موسم الاعاصير وتاثيراتها السلبية على الانتاج اما العامل الثالث فيتمثل في اشتداد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
وقال هؤلاء المراقبون ان اشتداد التوتر بين حزب الله اللبناني و بين اسرائيل قد مارس تأثيرا على الاسعار وذلك زيادة على عامل اخر يتمثل في قوة مؤشر الصناعات التحويلية في الصين على نحو ادى الى افراز طلب قوي في سوق النفط الدولية.
كما اضافت نفس المصادر ان احد اهم اسباب ارتفاع اسعار النفط في السوق الدولية يتمثل في بداية موسم الاعاصير في الولايات المتحدة و منطقة الكاريبي بشكل مبكر و قوي خلال العام الجاري الامر الذي يفرز مخاوف من تأثير هذا العامل المناخي على هياكل انتاج النفط و التكرير في منطقة خليج المكسيك بالرغم من ان هذه المنطقة لم تتعرض الى الاعاصير الى حد الان.
ومن شان هذه التطورات في سوق النفط العالمية ان تمارس تأثيرا ايجابيا على مداخيل الجزائر بالعملة الصعبة و التي تعتمد بشكل اساسي في صادراتها على المحروقات الامر الذي من شانه ان يجعل البلاد في اريحية من اجل تمويل مشاريعها العمومية الكبيرة في مجال السكن والسكك الحديدية و تحلية مياه البحر والزراعات الاستراتيجية.
وتسعى الجزائر ايضا الى تنويع صادراتها خارج نطاق المحروقات حيث حققت البلاد حوالي 7 ملايير دولار من هذه الصادرات خلال سنة 2022 و ذلك لأول مرة منذ الاستقلال.
عزيز لطرش