انضمت الجارة الشرقية، تونس، إلى ركب الدول المأزومة المحاذية للجزائر، بعد القرارات الأخيرة المثيرة للجدل، للرئيس التونسي، قيس سعيد، التي مر عليها اسبوع لحد الان.
وكانت تونس الى وقت قريب، تشكل الحديقة الخلفية الآمنة للجزائر، في محيط مضطرب، وقد انضمت الى حظيرة الدول غير المستقرة، في ظل حالة التجاذب بين رئيسها وفريق كبير من المعارضة والموالاة.
وتعيش ليبيا على الحدود الجنوبية الشرقية ازمة امنية وفوضى سياسية صعب تجاوزها، كما توجد مالي في عدم استقرار مزمن بسبب النزاعات القبلية والتمردات المسلحة وأخطر من ذلك الانقلابات العسكرية، كما توجد العلاقات مع الجارة الغربية، المغرب، في ازمة دائمة منذ عقود.
وعلى مدار سنوات طويلة، كانت الجزائر تتكئ على الاستقرار في تونس، لكن يبد ان الوضع يتجه عكس ذلك، رغم التطمينات التي قدمها قيس سعيد، في المكالمتين الهاتفيتين مع نظيره عبد المجيد تبون في غضون أسبوع واحد.
ويدرك الطرف التونسي ثقل الجزائر في التأثير على أي تغييرات داخلية في هذا البلد، وذلك انطلاقا من ارتباط الأمن الإقليمي للبلدين، وهو الأمر الذي يشغل بال المسؤولين في الجزائر، ولا سيما بعد ورود أنباء عن تورط الإمارات وفرنسا في ما حدث في الجارة الشرقية.
وتعتبر الإمارات العربية المتحدة من الدول المارقة بسبب سياساتها الخارجية المتدخلة في الشؤون الداخلية للدول، كما أن مواقفها السياسية مناقضة تماما للمصالح الجزائرية، فضلا عن ارتباطها الوثيق بالمصالح الصهيوينة المعادية للجزائر وللقضايا الحساسة للامتين العربية والاسلامية.
ولم يصدر عن الجزائر أي موقف واضح بخصوص موقفها من القرارات التي اتخذها الرئيس تونسي قيس سعيد بإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من منصبه وتعليق عمل البرلمان لمدة شهر، لكن يبدو ان الموقف الجزائري متوجس مما يحدث في هذا البلد، ولعل أبرز مؤشر على ذلك، هو التطمينات التي ما انفك يقدمها قيس سعيد للرئيس تبون عبر الهاتف، فضلا عن الزيارة التي قادت وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة إلى تونس.
ويجسد هذا التوجه ما نقلته وكالة رويترز عن مسؤول سياسي تونسي قوله إن “الجزائر حثت سعيد ومعارضيه على الامتناع عن أي مواجهات للحيلولة دون المزيد من زعزعة الاستقرار أو تدخل قوى خارجية”.
وانطلاقا مما سبق من معطيات، تشكل الازمة هاجسا آخر للجزائر يضاف إلى هواجسها المتعلقة بالاستقرار في المنطقة، وهو ما يشكل استنزافا لقدراتها وطاقاتها في حل مشاكلها وانشغالاتها الداخلية.
علي ب