بلغ الإعلام المغربي من السفالة والانحطاط ما لم تبلغه أي من أدوات أو وسائل البروباغندا في العالم أجمع على مر التاريخ، هذه حقيقة تؤكدها “تحاليل” إعلامية وأخرى سياسية لأشخاص يسمون تجاوزا بالخبراء، راحوا يتفلسفون في خلفيات القرار الأخير الذي اتخذته الجزائر والقاضي بفرض تاشيرة الدخول إلى التراب الوطني على الأجانب من حاملي جوازات السفر المغربية، ومن بين ما قاله الإعلام المخزني المتصهين، أن الجزائر خططت لمنع الجماهير من السفر إلى المغرب العام المقبل 2025، لمتابعة كأس العالم لكرة القدم، حتى لا يكتشف الجزائريون، وفق هذا الإعلام الأحمق طبعا، “الفرق بين بلادهم والمغرب في التمدن والتقدم والتحضر“.
كلام بالقدر الذي يبعث على الغثيان، يثير الضحك أيضا، فالذي يتابع مثل هذه الترهات على أعمدة الصحف المغربية وعلى الفضائيات وتحاليل من ينعتون أنفسهم بالمحللين والخبراء على غرار المسمى منار السليمي، يخيل له أن المغرب قطع أشواطا في التقدم وتجاوز حتى الدول الغربية نفسها التي تعتبر مرجعا في الحضارة والتمدن، فهل يستقيم هذا التحليل أو يقبله عاقل، وهل وصل الأمر بهؤلاء حد “استبغال” المغاربة والضحك على ذقونهم وحشو رؤوسهم الخاوية بأكاذيب وادعاءات بأن المغرب تحول إلى “سويسرا إفريقيا“.
أين هي “سويسرا” فيما يعيشه المغرب من بؤس كانت ترويه قصص القرون الوسطى، فالذين يبيتون ويظلون على “يعيش سيدنا”، حتى وإن جوّعهم سيدهم محمد السادس وساقهم كالقطعان إلى المسالخ، لن تثير في أنفسهم الرغبة في الأنفة والعزة، سياسة التجويع الممارسة على نطاق واسع في مملكة الحشيش والدعارة. فكيف لا تخشى السلطات من زيارة الجزائريين لدول أوروبا، وينتابها الفزع من أن يكتشف الجزائريون “حضارة الحشيش”، أو بالأحرى البؤس الذي يكابده السواد الأعظم من المغاربة في مدن وأرياف المهلكة، تمدن تعكسه حقيقة العربات التي يجرها الحمير في أزقة المدن الكبرى، و”عياشة” دوخهم القنب الهندي، داس المخزن على كرامتهم بنعليه، يقتاتون من المزابل يفرون بالآلاف سباحة إلى سبتة ومليلية، بحثا عن نسمة هواء نقية ورغيف خبز، أي التقدم هذا الذي يتغنى به خدم جلالته، وقد ضاع شرف المغربيات بين حقول الفراولة بإسبانيا وقصور أعراب الخليج، إلى درجة سن قوانين تمنع الزواج من المغربيات !!
لا يقدر المغاربة المتمخزنين والمتصهينين على استيعاب فكرة أن الجزائر تتخد القرارات وفق مصالحها وتسن القوانين فقط للدفاع عن أمنها القومي مهما كلف ذلك من ثمن، فالذي يعيش في الذل يصعب عليه فهم الرجولة أو أن يقدر أهلها، هذه الحقيقة مغيبة عن الشعب المغربي الواقع من عقود طويلة ضحية لنظام علوي مستبد، نظام وظيفي وعميل للصهيونية العالمية.
مصطفى ق.