أصبحت أسعار الفول السوداني أو الكاوكاو “ضرب من الخيال بالنسبة للمواطنين، فبين ليلة وضحاها وكالعادة دون أي سابق إنذار، بلغ سعر هذه المادة التي يكثر عليها الطلب حاليًا رقمًا غير مسبوق.
ومن خلال جولة ميدانية لـ “الجزائر الجديدة” إلى بعض محلات لوازم الحلويات والتغليف والمراكز والمساحات التجارية تبين أن أسعار الفول السوداني أو الكاكاو ارتفعت بنسبة كبيرة مقارنة بالأيام السابقة، فالسعر ارتفع من حدود 470 دج للكيلوغرام الواحد إلى 650 دج في بعض الولايات، والملفت للنظر أن هذه الأسعار متباينة ففي ولاية برج بوعريريج بلغ سعره 620 دج للكيلوغرام والوضع ذاته ينطبق على ولاية باتنة، أما في ولاية عنابة فلم يتجاوز سعره أمس 520 دج للكيلوغرام الواحد وفي ولاية الأغواط بلغ سعر هذه المادة 560 دج، وتراوح سعره بين بلديات العاصمة بين 500 دج و 550 دج للكيلوغرام.
وألقى هذا الارتفاع بظلاله على محلات صناعة الحلويات التقليدية والعصرية، إذ رفعت الأسعار بسبب غلاء هذه المادة وبعض المواد الأخرى التي تندرج في هذا السياق، فقطع الحلوى المصنوعة بالكاوكاو يصل سعرها إلى حدود 60 دج للحبة الواحدة أما تلك المصنوعة من اللوز فيصل سعرها إلى حدود 120 دج للحبة الواحدة، مثل “العرايش” و “الكعيكعات” و “التشاراك”.
أما الحلويات الجافة البسيطة التي لا تتطلب مجهودًا كبيرا في التزيين فسعرها يقدر بـ 30 دج للحبة الواحدة أما الحلويات المزينة بالشكولاطة فسعرها يترواح بين 40 و 70 دج للحبة.
وتحولت أسعار الكاوكاو محل تنذر وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، فعلق أحد النشطاء على السعر قائلا: “سعر الكاوكاو بلغ 700 دج للكيلوغرام الواحد، الحلويات تصنع هذا العام ببذور دوار الشمس أو الزريعة”، وكتب آخر: “سعر الكيلوغرام من الكاوكاو بلغ 700 دج، الحلويات تصنع بالفول أو الحمص”.
وعن أسباب هذا الارتفاع، أكد صاحب محل للوازم الحلويات في قهوة شرقي أن هذا الارتفاع تقف وراءه عدة عوامل أبرزها قلة العرض مقابل ارتفاع الطلب بسبب ضعف الإنتاج المحلي من هذه المادة وحذر استيرادها لأنها تكبد خزينة الدولة فاتورة باهضة،
وتابع المتحدث قائلا إن الأسعار تتأثر بشكل كبير بالعرض والطلب لا سيما أن هذه المادة يكثر عليها الطلب في شهر رمضان مقابل قلة الكميات المعروضة في السوق الجزائرية.
ولا يقتصر هذا الارتفاع على الجزائر فقط، بل شهدت دولا أخرى ارتفاعا ملحوظًا في أسعار الفول السوداني على غرار مصر التي شهدت هي الأخرى ارتفاعا قياسيا بسبب زيادة تكاليف الزراعة والإنتاج والنقل مع زيادة الطلب عليه.
فؤاد ق