يواصل الجزائر اقتحام الفضاءات الأوروبية مستعملة دبلوماسية الغاز، التي أصبحت عمادا في السياسة الخارجية للجزائر، والتي تجلت بشكل واضح خلال الأزمة العاصفة التي ضربت العلاقات الجزائرية الإسبانية، في أعقاب انحياز الحكومة الإسبانية لنظام المخزن المغربي على حساب حقوق الشعب الصحراوية.
وشهد الإثنين 27 ماي 2024، حدثين هامين على صعيد العلاقات الجزائرية السلوفينية، الأول تمثل في التوقيع على عدة اتفاقيات للتعاون بين البلدي، أشرف عليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، رفقة الوزير الأول السلوفيني روبرت غولوب، الذي يوجد في زيارة عمل إلى الجزائر.
وجرت مراسم التوقيع على هذه الاتفاقيات بمقر رئاسة الجمهورية عقب المحادثات الثنائية التي أجراها رئيس الجمهورية مع الوزير الأول السلوفيني قبل أن تتوسع لتشمل وفدي البلدين. ويتعلق الأمر باتفاقية تعاون بين الحكومة الجزائرية ونظيرتها السلوفينية حول الإعفاء المتبادل من متطلبات الحصول على التأشيرة قصيرة المدى لحاملي الجوازات الدبلوماسية، وقعها الأمين العام لوزارة الخارجية، لوناس مقرمان، والأمينة العامة لوزارة الشؤون الخارجية والعلاقات الأوربية السلوفينية، غيناتا كفيلباربك.
كما تم التوقيع على عقد بين شركة سوناطراك وشركة جيوبلان لتوريد الغاز الطبيعي السلوفينية، وقعها الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي والمدير العام للشركة السلوفينية، فضلا عن مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التحول الرقمي السلوفينية في مجال الذكاء الاصطناعي، وقعها وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب ووزير البيئة والمناخ والطاقة السلوفيني بوجان كومار ميبا.
وبالتوازي مع هذا النشاط، تم تدشين سفارة لجمهورية سلوفينيا بالجزائر العاصمة، وفق دعوة وصلت الصحافيين لحضور هذا الاحتفال الذي سيكون لافتا، بالنظر لوجود الوزير الأول السلوفيني في زيارة عمل إلى الجزائر.
وتعتبر جمهورية سلوفينيا التي توجد في جنوب شرق أوروبا، آخر الدول الأوروبية التي تعاقدت مع الجزائر من أجل شراء كميات الغاز، وذلك في أعقاب قرار الاتحاد الأوروبي التخفيض إلى مستويات قياسية من شراء الغاز الروسي، بسبب الحروب الروسية الأوكرانية.
ووجدت الحكومة السلوفينية ضالتها في الغاز الجزائري، مستفيدة من التقدم الحاصل في العلاقات الجزائرية الإيطالية، التي تعززت باتفاق البلدين على إنشاء أنبوب غاز ثاني لنقل الغاز عبر البحر الأبيض المتوسط، وهو الأنبوب الذي سيزيد من صادرات الغاز الجزائري نحو القارة العجوز، والذي سيصل ألمانيا وسيقوم أيضا بنقل الهيدروجين الأخضر نحو أوروبا، عبر أنبوب يصل إلى قلب أوروبا.