عندما يعود السفير الفرنسي الأسبق بالجزائر، كزافيي دريانكور، للظهور الإعلامي مهاجما البلد الذي قضى فيه أكثر من ثماني سنوات، فإنه جاء بهدف واحد وهو محاولة فرملة أو إعاقة تقدم العلاقات الجزائرية الفرنسية، التي تشهد حالة من التذبذب خلال السنوات القليلة الأخيرة.
خرجة الدبلوماسي الفرنسي المتقاعد الذي عمل في الجزائر على مرحلتين، في عهد الرئيس اليميني الأسبق، نيكولا ساركوزي، وفي العهدة الأولى للرئيس الحالي، إيمانويل ماكرون، لم تأت في جريدة يمينة وإنما في جريدة محسوبة على اليسار، وهي يومية “ليبراسيون”، التي لا تتقاسم مع كزافيي دريانكور الكثير من قناعاته، اللهم إن لم تكن الجنسية الفرنسية فقط، بسبب تطرف الرجل، الذي يبدو أنه يصفي حسابات قديمة مع مسؤولي بلد سبق اشتغال فيه ممثلا لبلاده.
وتحدث السفير الفرنسي الأسبق في الجزائر حول الواقع السياسي الجزائري، وقال إن العلاقات الفرنسية الجزائرية تتسم بالتناقض المستمر، وتتأرجح بين الانبهار والنفور، على حد تعبيره، لكنه انتقد بشدة رئيس بلاده الحالي، الذي يعتقد أنه تنازل كثيرا للسلطات الجزائرية، على حد زعمه، ولا سيما فيما يتعلق بقضية الذاكرة الحساسة في الجزائر كما هي أيضا في المستعمر السابق، فرنسا، التي يبدو أنها لم تتخلص بعد من عقد الماضي التاريخي لها كدولة احتلال.
وعادة ما يخرج للعلن الدبلوماسي الفرنسي المتقاعد وصاحب كتاب “اللغز الجزائري” المثير للجدل، عندما تقترب الزيارة المؤجل للرئيس عبد المجيد تبون، إلى فرنسا، ولا شك أن خروجه هذه المرة جاء بعد أن توصل على معلومات من أطراف مغرضة ومعادية للجزائر، بأن الزيارة الأخيرة التي قامت بها الأمين العام لوزارة أوربا والشؤون الخارجية الفرنسية، آن ماري ديكو، إلى الجزائر، تكون قد حققت تقدما على صعيد التحضير لزيارة الرئيس تبون إلى فرنسا، والمتوقعة حسب الكثير من المراقبين، بعد نهاية شهر رمضان المعظم.
ويزعم الدبلوماسي العجوز أن الطرف الجزائري هو من يغذي التناقضات التي تطبع العلاقات الثنائية، وينفخ بشكل مستمر على “الكراهية ضد الفرنسيين”، وهي عبارة كثيرا ما يكررها دريانكور في خرجاته الإعلامية، التي لم تكن يوما لرجل دبلوماسي، بقدر ما هي لشخص مهووس بمعاداة الجزائر والجزائريين، بشكل يضعه ضمن الدوائر الفرنسية التي لا تزال تحلم بالجزائر فرنسية، وهو الحلم الذي تم وأده باستقلال الجزائر عن المحتل البغيض في بداية ستينيات القرن الماضي.