وتدهورت في الأسابيع الأخيرة العلاقات الجزائرية الفرنسية مع تصريحات السياسيين الفرنسيين بشأن إلغاء اتفاقية الهجرة الخاصة بالجزائريين لعام 1968، والمتعلقة بتصاريح الإقامة، وتأججت عقب اعتقال العديد من “المؤثرين” المقيمين في فرنسا، في أعقاب توقيف السلطات الجزائرية الكاتب الجزائري الفرنسي، بوعلام صنصال، وإيداعه السجن عن تهم تتعلق بالمساس بالوحدة الوطنية والإرهاب.
ولم يسلم قطاع صناعة الأغذية الزراعية، خاصة القمح، من تداعيات التوتر الدبلوماسي، فقد تراجعت صادرات الحبوب الفرنسية إلى الجزائر بشكل كبير بين عامي 2018 و2024. وقال رئيس المجلس الفرنسي للمحاصيل الكبرى، بونوا بييتريمون، في تصريحات إعلامية، أنه يتوقّع تعرض صادرات القمح الفرنسي لضربة موجعة هذا الموسم، بسبب تدهور العلاقات مع الجزائر، مما أثر في مبيعات القمح الفرنسي، مشيرًا في هذا الصّدد إلى أن “الجزائر مغلقة تقريبًا، إن لم تكن مغلقة تمامًا، أمام القمح الفرنسي اللين”.
وقال المسؤول الفرنسي: “مع انطلاق موسم الحصاد لعام 2024، يبدو أن الوضع أصبح أكثر تعقيدًا، فالجزائر لم تستورد أي كميات من القمح الفرنسي حتى الآن. ويرجع ذلك إلى “تجميد العلاقات التجارية” بين البلدين نتيجة الخلافات السياسية التي أثرت سلبًا على التجارة الثنائية”.
وأضاف أن هذا التحدي يترافق مع تباطؤ المشتريات الصينية واستمرار تدفق القمح الأوكراني إلى دول، بينما انخفضت واردات الجزائر من منتجات الألبان الفرنسية، مثل الحليب المجفف.
وتعتبر الجزائر من بين أكبر الدول المستوردة للقمح في العالم، في مقدمتها القمح اللين، فيما تعد فرنسا من بين ممونيها الرئيسيين. وتتعامل الجزائر لتوفير الكميات المطلوبة من القمح مع 20 دولة، بقيمة واردات تتجاوز 2 مليار دولار سنوياً، في مقدمتها فرنسا، بالإضافة إلى روسيا وبولونيا وألمانيا وأوكرانيا والولايات المتحدة وكندا والأرجنتين.
وكشفت تقارير روسية، إنّ “القمح الروسي أضعف النفوذ الفرنسي في الجزائر، وهذا بعدما أضحى القمح الروسي يزاحم نظيره الفرنسي والأوروبي، ويستحوذ على معظم مشتريات الجزائر من هذه المادة”.
وبعد عقود طويلة من هيمنة القمح الفرنسي على معظم مشتريات الجزائر من هذه الحبوب، كشف إدوارد زيرنين، رئيس اتحاد مصدري الحبوب الروسي وجود ارتفاع كبير في مشتريات الجزائر من القمح الروسي، مع توقعات تصل إلى 2.5 مليون طن بحلول نهاية حملة 2023/2024 في جوان المنصرم، وفقًا لوكالة “إنترفاكس” الروسية.
عبدو.ح