تتجه الأنظار، اليوم، نحو المركب الأولمبي ” محمد بوضياف، الذي سيحتضن فعاليات المؤتمر السابع لحركة مجتمع السلم، وسيضع هذا المؤتمر حدا وبعد 72 ساعة للصراع والتجاذب القائم بين التيار الذي يريد تكريس التوجه الحالي الذي يقوده الرئيس المنتهية صلاحيته، ويسعى جاهدا لتثبيت موقع حمس في المعارضة إلا في حال فوزها في الانتخابات، والثاني بقيادة أبو جرة سلطاني، يحاول في الربع ساعة الأخير إقناع المؤتمرين بالعودة إلى أحضان الحكومة بعد أن طلقتها سنة 2012.
وقبيل 24 ساعة من موعد الحسم، شهدت الحركة حرب ضروس بين المرشحين المحتملين لرئاستها خلال 5 سنوات القادمة، وحاول كل مرشح الدفع بكل ما أوتي من قوة لتهيئة أرضية خصبة له في المؤتمر تماما مثلما يقوم به الرئيس السابق لحمس أبو جرة سلطاني بهدف ضمان عودته إلى رئاسة الحركة، واستغل مواقع التواصل الاجتماعي لتمرير مبرراته التي يستعملها لإقناع المؤتمرين بضرورة إعادة الحركة إلى ما كانت عليه في السابق بعد أن فقدت ثقلها ووزنها الذي كانت تتمتع بع مباشرة بعد خروجها من الحكومة وتبنيها خطاب المعارضة الحاد، وقال في رسالة بعث بها إلى المؤتمرين ” أي رئيس “، ” أي خطاب “، التحدي الأكبر الذي يواجه حمس هو تحدي الخطاب السياسي الذي كان تشاركيا وصار معارضاتيا، وسوف يصبح تشاركيا بشروط مرنة، أي العودة من خطاب المعارضة إلى خطاب المشاركة الناصحة بخطاب المشاركة الناقدة.
ويحظى حاليا أبو جرة سلطاني بدعم واسع من رئيس مجلس الشورى الوطني السابق عبد الرحمان سعيدي والهاشمي جعبوب الذي انسحب أخيرا في صمت من صفوف الحركة، بينما شن أنصار حملة الرئيس السابق لجبهة التغيير المنحلة عبد المجيد مناصرة حملة واسعة لدعمه، كونه يعتبر من بين المرشحين المحتملين لرئاسة حركة مجتمع السلم، فيما يناضل التيار الذي يضم أسماء قياديين بارزين في الحرك كانوا في وقت سابق من أبرز المقربين لعبد الرزاق مقري في صمت، من بينهم النائب البرلماني السابق نعمان لعور، الذي أعلن سابقا أنه يرفض الترشح لرئاسة حمس ويرفض أن يكون مجرد أرنب سباق، فما يحدث الأن بين المرشحين المحتملين لرئاسة حمس شبيه بما يحدث في الحملة الانتخابية، وكشف مصدر قيادي في الحركة، وتيرة المقايضات ارتفعت خلال الساعات القليلة بشكل ملحوظ بين الرئيس السابق والحالي، بهدف كسب أكبر عدد من المؤتمرين خاصة وأن الصندوق سيكون الحاسم في منصب القيادة.
وستفتتح أشغال المؤتمر في حدود الساعة التاسعة صباحا، حيث سيشرع المؤتمرين في تشكيل مكتب المؤتمر الذي سيترأسه وحسب المعطيات الحالية رئيس اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الاستثنائي السابع أبو بكر قدودة، وأعضاء أخرون تم اختيارهم بالتوافق بين قيادات حمس وجبهة التغيير المحتملة، وتم اختيار النائب بالبرلمان فاطمة سعيدي وعبد الكريم دحمان ويوسف طواهرية، ومباشرة بعدها سيعلن رئيس مكتب المؤتمر عن افتتاح الأشغال، ويتضمن جدول أعمال المؤتمر انتخاب رئيس الحركة القادم، ومجلس الشورى الوطني عن طريق الصندوق.