أثارت نتائج القمة التاريخية التي جمعت ، الرئيس الكوري الجنوبي /مون جيه-إن/، وزعيم كوريا الشمالية /كيم جونغ-أون/، ردود فعل دولية من جانب منظمات دولية وقادة وحكومات العديد من دول العالم، التي رحبت بهذه الخطوة الأولى التاريخية والمهمة باتجاه تحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية.
وعقدت الجمعة اعمال قمة الكوريتين التاريخية بين رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-أون في قرية (بامونجوم) بالمنطقة العسكرية التي تفصل بين البلدين وسط تعهدات “ببدء تاريخ جديد”.
وأعلن الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن وزعيم الجارة الشمالية كيم جونغ-أون، في بيان مشترك عقب لقاء القمة بينهما في قرية الهدنة الحدودية /بانمونجوم/، أنه “لن تكون هناك حرب في شبه الجزيرة الكورية، وأن عصرا جديدا للسلام قد يفتح”، كما أعلنا عزمهما على إنهاء عهد الانقسام والمواجهة الناتج عن الحرب الباردة، في أسرع وقت ممكن، وتحسين وتطوير العلاقات بين البلدين.
ونوه عدد من زعماء العالم بالتعهد الجريء لزعيمي الكوريتين بوضع نهاية رسمية للحرب الكورية ونزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، في أعقاب عام من التهديدات التي أثارت المخاوف من اندلاع صراع جديد، وتعمق الخلافات الدولية حول قضية الكورية.
تفاؤل دولي بامكانية إستئناف المفاوضات المتعددة لصالح وضع نظام سلمي وأمني شمال شرقي آسيا
أشاد أنطونيو غوتيرش، الأمين العام للأمم المتحدة، بالقمة الكورية التاريخية، معربا عن تطلعه لتكريس المؤشرات الإيجابية للقمة ودفعها إلى الأمام في اللقاء المقرر بين رئيسي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في المستقبل القريب.
وقال غوتيريش إنه “يعول على الطرفين للبناء على اجتماعهما الأول وتطبيق العمل المتفق عليه بشكل عاجل لتعزيز بناء الثقة والمصالحة الكورية، والحوار الصادق، والتقدم باتجاه السلام ونزع السلاح النووي بشكل يمكن التحقق منه”، مؤكدا التزامه واستعداده لتقديم مزيد من المساعدة لتلك العمليات المهمة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد رحب في وقت سابق اليوم بالقمة التاريخية بين زعيمي الكوريتين وقال، في تغريدة على موقع /تويتر/، في أعقاب إعلان نتائج القمة ” إن الحرب الكورية ستنتهي.. الولايات المتحدة وكل شعبها العظيم يجب أن يشعروا بالفخر لما يحدث الآن في كوريا”، مضيفا أنه “بعد عام من إطلاق الصواريخ والتجارب النووية، تحدث أشياء جيدة الآن، لكنها لن تتضح إلا بعد مرور بعض الوقت”.
بدورها اعتبرت روسيا أن اجتماع زعيمي الكوريتين “خطوة مهمة” نحو المصالحة الوطنية وإقامة علاقات قوية، مشيرة إلى أن اللقاء يفترض أن يؤدي إلى إستئناف المفاوضات المتعددة لصالح وضع نظام سلمي وأمني شمال شرقي آسيا.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية إن موسكو ترحب بأي لقاء يخفف التوتر ويساعد على التسوية في شبه الجزيرة الكورية ويكون على أساس حوار مباشر بين الأطراف ذات الشأن.
أما عن الجانب الأوروبي، فقد قال دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، في تغريدة له على موقع /تويتر/ “ما سمعته اليوم من كوريا، وما شهدته هنا في البلقان في الأيام الأخيرة يتعين أن يكون تذكارا إيجابيا للجميع، بأن المستحيل يمكن أن يصبح ممكنا ويعتمد ذلك بشكل كامل على الإرادة الطيبة وشجاعة الأفراد”.
بينما أكد ينس ستولتنبرع ، الأمين العام لحلف شمال الاطلسي /ناتو/، في مؤتمر صحفي، تأييد الحلف بشكل كامل الحل السياسي للتوترات في شبه الجزيرة الكورية، قائلا عن القمة “إنها خطوة أولى مشجعة، لكن يجب أن ندرك أنه مازال أمامنا عمل دؤوب”.
أما بريطانيا فأبدت تفاؤلها بانعقاد القمة التاريخية بين زعيمي الكوريتين، وقال بوريس جونسون وزير خارجيتها، في تصريح له، “أنا متفائل جدا إزاء ما حصل.. وبالنظر إلى تاريخ كوريا الشمالية وسعيها لامتلاك السلاح النووي، لا أعتقد أن أحدا سيفرط في التفاؤل، لكن من الواضح أنه خبر جيد جدا أن يلتقي الجانبان”.
كما رحبت فرنسا، أيضا بنتائج القمة التي عقدها رئيس كوريا الجنوبية وزعيم كوريا الشمالية أون، مشيدة برغبة الجانبين في العمل على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن اللقاء يمثل “تطورا إيجابيا”، معربة عن الأمل في أن يساهم في “تحقيق سلام دائم” بين الدولتين الجارتين ، وأشادت الوزارة برغبة البلدين في العمل من اجل الهدف المشترك بشأن اخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي قائلة “اننا ننتظر بوادر ملموسة بهدف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بصورة كاملة يمكن التحقق منها ولا رجعة فيها”.
من جانبه ذكر، باولو جينتيلوني رئيس وزراء الحكومة الإيطالية المنتهية ولايتها “أعلنت الكوريتان انتهاء الحرب.. مر أكثر من 60 عاما.. المستقبل حافل بالمجهول، لكنه يوم تاريخي”.
في السياق ذاته، وصفت اليابان، على لسان رئيس وزرائها السيد شينزو آبي القمة بين الكوريتين بـ”التحرك الإيجابي” نحو حل شامل لقضايا مختلفة عالقة تحيط بكوريا الشمالية.
وقال آبي “آمل بشدة أن تتخذ كوريا الشمالية خطوات ملموسة في حل مسألة برنامجها النووي والصاروخي ومسألة المواطنين اليابانيين المختطفين في بيونغ يانغ”، مضيفا أنه يراقب بحرص الخطوات التي ستتخذها بيونغ يانغ من الآن فصاعدا.
إلى ذلك، أثنت وزارة الخارجية الصينية، في بيان مقتضب، على زعيمي البلدين لاتخاذهما “خطوة تاريخية” نحو السلام، معربة عن أملها في أن يتمكن الجانبان من تطبيق التوافق الناتج عن القمة لتعزيز المصالحة والتعاون، وتمهيد الطريق أمام مرحلة جديدة من السلام والاستقرار لأمد بعيد في شبه الجزيرة الكورية.
يشار إلى أن روسيا والصين كانتا من أكثر الدول التي عارضت في عدة مناسبات قرارات دول غربية والولايات المتحدة والأمم المتحدة، فرض عقوبات مشددة على بيونغ يانغ، ورفض مشاريع قرارات دولية ضدها في مجلس الأمن، في السنوات الماضية، ردا على تجاربها الصاروخية والنووية، قبل أن تنخرطا مؤخرا، في موجة الضغط الدولية والأممية على كوريا الشمالية في مسعى لنزع سلاحها النووي ووقف تجاربها الصاروخية المهددة للأمن والسلم الدوليين.
عربيا، أشادت الكويت بشجاعة الزعيمين الكوريين وسعيهما لنزع فتيل التوتر في منطقة شبه الجزيرة الكورية، مرحبة بما صدر عن القمة من بيان يكمل إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية مع نهاية هذا العام ويؤكد نهاية الأعمال العدائية بين البلدين بكافة أشكالها الأمر الذي سيعيد إلى منطقة شبه الجزيرة الكورية وإلى العالم أمنه واستقراره.