تعتبر ولاية مستغانم من الولايات الجزائرية التي تزخر على موروث أثري كبير ، حيث تتواجد بها العديد من المعالم الأثرية والتي تتنوع بين الثقافية والتاريخية وحتى الدينية والتي من بينها المسجد المريني العتيق.
يعد الجامع المريني العتيق، من بين أهم الصروح الثقافية الدينية الموجودة بولاية مستغانم ، حيث يقع هذا المسجد بحي الطبانة على شاطئ نهر عميق “واد عين الصفراء” .
ويعود تاريخ تشيده إلى سنة 742هـ الموافق لـ 1340م من طرف السلطان أبي عبد الله بن أبي سعيد المريني .
بني هذا المسجد سنة 1340 من طرف السلطان أبي عبد الله بن أبي سعيد المريني، والذي حوله الفرنسيون إلى مخزن للأسلحة، ليعود إلى أصله عام 1862.
يتوفر الجامع المريني على معالم عمرانية تعود إلى الفترة العثمانية والمرينية يوجد بها المسجد المريني العتيق، والسور من جهاته الأربع، زيادة على شوارع ودروب ضيقة، كما يعد ميناء كيزا من أقدم الموانئ بالمنطقة، إذ يعود تاريخ ظهوره إلى الفترة الفينيقية، يقع على ضفاف وادي الشلف بحوالي 3 كلم، بناه الفينيقيون لتسهيل التجارة والتنقل بين الأقاليم ليحتله الرومان بعد ذلك.
ويعد المسجد المريني العتيق، أيضا أحد أقدم المنارات الدينية على مستوى ولاية مستغانم من حيث التأسيس، خاصة وأنه شاهد على فترة تاريخية مرت بها المنطقة في القرون السابقة، فهذا المرفق الديني الأثري أنشئ حسب الروايات بتاريخ 740 هجري الموافق لعام 1340 ميلادي من قبل السلطان الحسن بن سعد المريني الملقب بأبي العنان على مستوى حي طبانة ليكون نقطة انطلاق في بناء مدينة مستغانم القديمة، بعدما كان مركزا للقضاء أو ما يعرف بدار القاضي آنذاك.
ويمثل المسجد منارة دينية لسكان مدينة مستغانم الذين تعلقوا به، وتشبثوا بهذاا الصرح الأثري الديني ، حيث كان يمثل رمزا دينيا و ثقافيا مهما خاصة و أنه يعتبر من الأماكن المعروفة التي يؤدون فيها الشعائر والتزود بأمور الدين و الدنيا، إلى جانب دوره الريادي أثناء الثورة التحريرية حيث كان مكان لشحن المجاهدين و الدعوة للجهاد للدفاع عن الوطن ضد المستعمر الفرنسي وأثناء الغزو الإسباني لسواحل المدينة، حيث تم الإعداد لمواجهة العدو انطلاقا من المسجد المريني الذي تعلوه صومعة شامخة لا تزال موجودة ليومنا هذا، تقارع الزمن رغم مرور قرون على تشييده.
و عرف المسجد أثناء الاحتلال الفرنسي أو الغزو الإسباني ، محاولات عديدة للإستيلاء فقد استولى عليه الغزاة الفرنسيون في 28 جويلية 1833م ، عندما سقطت مستغانم في أيديهم، حيث قاموا بتحويله إلى إسطبل للخيول، وقاعات أخرى خصصت كمراقد للحراس والصومعة أضحت برجا للمراقبة، في محاولة منهم لطمس مقومات الشعب الجزائري . غير أنه وبعد اشتداد مقاومة المحتل، تم تحويله بدهاء إلى مخزن للأسلحة والذخيرة نظرا لموقعه الاستراتيجي وقربه من أهم إدارات المستدمر.
إلا أن هذا الأمر زاد من تشبث سكان مستغانم بهذا المعلم الديني ،العتيق حيث رفضوا المجاهدين مهاجمة المخزن وتفجيره على اعتبار أنه مسجدهم المفضل. وظل على هذا الحال إلى غاية الاستقلال ،ولا يزال المسجد قائما كصرح ديني شامخ وتراث وطني يزين مستغانم القديمة .
المعلم التاريخي الديني يعد قبلة للزائرين من داخل وخارج الوطن حيث حظي بزيارة كبار رجال الدين والفقهاء في الجزائر وخارجها منهم من صلى به في صورة سيدي لخضر بن خلوف والشيخ مصطفى العلوي صاحب الطريقة العلوية العالمية .