يحرص نظام المخزن المغربي على محاولة إزعاج الجزائر بكل السبل، إن لم تكن بالتصريحات العدائية، فبالاستفزازات القاتلة من قبيل جعل المغرب مسرحا لتجريب الأسلحة التي تنتجها المصانع الصهيونية التي تقتل جماعيا الشعب الفلسطيني الأعزل يوميا وبشكل وحشي.
أحدث فصل من فصول استفزازات نظم المخزن، كان السماح للكيان الصهيوني باختبار الطائرة من دون طيار الانتحارية الصهيونية “بلو بيرد” أو “الطائر الأزرق” على التراب المغربي، وذلك بالرغم من إدراك القصر العلوي لمخاطر مثل هذه الأفعال الوقحة على السلم والأمن في منطقة المغرب العربي.
ولم يعلن النظام المغربي عن هذه التجارب، ولكنه لم ينف أيضا ما يجعله محل اتهام، بخصوص ما كتبته مجموعة الأسلحة الصهيونية “بلو بيرد”، من أنها اختبرت بنجاح طائرتها المسيرة الجديدة “سباي إكس كاميكازي” في المغرب، وهو الإعلان الذي كان مرفوقا بفيديو تم نشره من قبل الشركة المصنعة.
وقالت الشركة الصهيونية في البيان، إن “طائرة SpyX تُمكّن الفرق التكتيكية من اكتشاف الأهداف وتأكيدها وضربها بشكل نظامي، مع القدرة على حمل مجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية التي يصل وزنها إلى 2.5 كجم، مثل الرؤوس المضادة للأفراد والمركبات الخفيفة والمضادة للدبابات، فيما لم يصدر أي توضيح أو نفي من النظام المغربي.
ويشكل هذا الاستفزاز عبئا إضافيا للعلاقات الثنائية المتأزمة، منذ أن تهجّم وزير خارجية الكيان سابقا، يائير لابيد، من العاصمة المغربية الرباط وبحضور وزير خارجية الجارة الغربية، ناصر بوريطة، على الجزائر، دون أن يحرك ساكنا، في سابقة لم تحدث في أي من البلدان العربية، أن يتهجم وزير صهيوني من عاصمة دولة عربية على جارتها العربية وفي حضرة وزير تلك الدولة.
وجاء إعلان الشركة الصهيونية المختصة في صناعة الطائرات الحربية من دون طيار، في وقت أعلنت وسائل إعلام مغربية عن قرار من حكومة المخزن، يقضي بنزع ملكية 3 عقارات مملوكة للدولة الجزائرية، من أجل توسيع مبنى وزارة الخارجية، وفق ما جاء في الجريدة الرسمية المغربية في عددها الصادر يوم 13 مارس الجاري.
ووفق مصادر غير رسمية، فإن النظام المغربي تقرب من السلطات الجزائرية في وقت سابق من أجل تسوية ملف العقارات المنهوبة، غير أن الجزائر رفضت على اعتبار أن تلك العقارات ملكا جزائرية وتتوفر على صفة الحصانة الدبلوماسية (كانت مبنى سفارة)، ومع ذلك مضى نظام المخزن في قراره التعسفي.
وتضع الاستفزازات المغربية المتكررة البلدين الجارين على حافة حرب حقيقية، إذا لم يتدارك الأم قبل فوات الأوان، وحينها سوف لن ينفع الندم، كما يقول المثل العربي السائر