ينظم المجلس الأعلى للغة العربية، يوم 19 فيفري 2025، ملتقى دوليًا موسومًا “البودكاست بين كمية الرواج ونوعية الإنتاج” احتفاءً باليوم العالمي للغة الأم المصادف لـ 21 فبراير. من المنتظر أن ينشط فعالياته كوكبة من الأساتذة والباحثين من الجامعة وضيوف الملتقى من خارج الوطن.
يرأس الملتقى شرفيًا صالح بلعيد، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية. ويرأسه فعليًا مهديّة بن عيسى وحدة البحث، تلمسان محمد حراث، جامعة الشلف. ويرأس اللجنة العلمية عنتر رمضاني، جامعة غرداية، وتنسق أشغال الملتقى أمال حمزاوي من المجلس الأعلى للغة العربية.
ترى اللجنة المنظمة للملتقى أن اللغة العربية تعيش صراع المسايرة والمعاصرة لكل وافد جديد، ولا تملك، على غرار صنوها من اللغات الأخرى، إلا أن تكون في الطليعة. فإن التنكب عن العولمة المفروضة مُنْحَدَر نحو قاع لا رحمة فيه في عالم حرب اللغات. ومن أجل ذلك دأبت العربية، على يد سدنتها من أساتذة وباحثين، وطلبة ومريدين، أنْ يَرْبَؤُوا بها عن التخلف الرقمي والتقوقع الحضاري، ويُبوئوها سامق المقامات في عالم الميديا الجديد من شابكة، ووسائط تواصلية، ووسائل إعلامية رقمية أخرى، على رأسها في مؤشرات الشيوع والذيوع، البث الضوئي، البث الصوتي، والبث الجيبي، التدوين الصوتي، وكلها تؤوب إلى وسيلة إعلامية تعليمية إبداعية جديدة، وراحت تشق لنفسها طريقا واسعا من التأثير والانتشار ملفت للأنظار، مستوجب للانتباه والدراسة والتحليل. إنه البودكاست كما شاء له جمهوره الواسع أن يُسَمِّيه.
ويعد البودكاست أفضل وسيلة جمعت بين البث الإذاعي وبين آليات الوسائل الإعلامية، وكذا متطلبات العصر من السرعة والاختصار، ولمس المواضيع التي تشكل رواجًا في ذائقة المجتمع واختيارات تلقيه. استطاع البودكاست أن يكون المادة الإعلامية الأكثر استهلاكا في الراهن المعاصر عند الطبقة المثقفة خصوصا، مما جعل كبريات القنوات الإعلامية تهرع إلى تخصيص مساحات مهمة في مواقعها وتسلسلات بثها للبودكاست على تنوّع أحجامه ومواضيعه وأساليبه من الثقافية إلى الاجتماعية إلى الدينية إلى السياسية وغيرها.
يطرح الملتقى إشكاليات رئيسة ذات صلة مباشرة بالبودكاست باللغة العربية، أهمها، كيف كانت الإرهاصات الأولى لبدايات ظهور البودكاست؟ وما مدى حضور اللغة العربية الفاعل والمؤثر في عالم الميديا الجديدة؟ وإلى أي مدى وصل البودكاست العربي من حيث كمية الإنتاج ونوعية الرواج مقارنة بالإنتاج الغربي المتزايد في برامج البودكاست؟ ثم ما هي معالم خارطة الطريق من أجل رسم استراتيجية مستقبلية ورؤية استشرافية لخدمة حضور اللغة العربية بقنوات البودكاست المحلية والقارية.
يستقرئ هذا الملتقى عوامل النشأة وإرهاصات الظهور وأسباب الذيوع والانتشار التي حظي بها البودكاست في العالم عامة، والعالم العربي خاصة، وكذا ما تمخضت عنه عوامل التأثير في المتلقي إيجابًا وسلبا. كما سيبحث في إمكانية الاستفادة واستغلال هذا الناشئ الجديد في خدمة اللغة العربية، من حيث إثراؤها وانتشارها وتحبيبها إلى المتلقين، وتقريبها إلى مناحي الحياة الاجتماعية للفرد، وتسويقها والترويج لها خارج البيئة العربية.
يهدف الملتقى إلى سبر أغوار واقع البودكاست في الوطن العربي من حيث انتشاره ورواجه ونوعية هذا الإنتاج الموجود في الساحة الإعلامية، دون إغفال أهمية ما سيُقدّم من مشاريع مستقبلية ورؤى استشرافية.
يقع الملتقى في 5 محاور، يتطرق الأول منها إلى البودكاست المفاهيم والنشأة، ويتناول الثاني البودكاست العربي، كمية الإنتاج، ونوعية الرواج، ويعرج الثالث إلى البودكاست وسيلة لخدمة اللغة العربية وانتشارها، ويتطرق الرابع إلى اللغة العربية في برامج البودكاست العرب، تحليل نماذج، وتقديم مشاريع، ويخلص المحور الخامس إلى دراسات جمالية في البودكاست العربي الفنية والإبداعية.
حددت اللجنة المنظمة شروطًا للمشاركة، مثل أن تكون المداخلة أصيلة مبتكرة، متسمة بالطرافة والجدة، وتندرج ضمن أحد محاور الملتقى، وأن تستوفي شروط البحث العلمي من حيث المحتوى والشكل واللغة السليمة. كما تقدم المداخلات مرفقة بملخص باللغة الإنجليزية بالنسبة للمداخلات باللغة العربية، وملخص باللغة العربية بالنسبة للمداخلات باللغات الأجنبية، على أن يتراوح حجم المداخلة بين 12 و20 صفحة. تُقدّم المداخلة يوم الملتقى على عارض البيانات “Data show” وتكون فردية، ولا تقبل المشاركات الثنائية.
آخر أجل لاستقبال الملخصات هو 30 أكتوبر 2024، ويتم الرد على المقبول منها يوم 5 ديسمبر 2024 وآخر أجل لاستقبال المداخلات 31 نوفمبر 2024، والرد على المقبولة في31 جانفي 2025.
خليل عدة