اندلع مؤخرا سجال جديد في أوروبا حول الجودة والمعايير الصحية للمنتجات المغربية المصدرة الى القارة العجوز لا سيما إلى اسبانيا، وذلك بعد اطلاق نظام الإنذار السريع للأعلاف والأغذية الأوروبي تحذيرات بشأن الفراولة المستوردة من المغرب لاحتوائها على فيروس الالتهاب الكبدي.
و وصف نظام الإنذار السريع الأوروبي الأمر بـ “الخطر الجدي” على الصحة العامة نظرا لتجاوز عينات منتوج الفراولة التي تم تحليلها عن النسبة المسموح بها (25%) ودخلت على الخط أيضا جمعية مزارعي فالنسيا التي عزت في بيان لها سبب التلوث إلى استعمال مياه الصرف الصحي في السقي.
في وقت، باتت الحملة التي تقودها العديد من الدول الأوروبية تستهدف اليوم جل المنتجات الاستهلاكية المغربية الموجهة صوب سوق التصدير الأوروبي. فإلى جانب المواد الاستهلاكية الفلاحية على غرار الخضر والفواكه، أضيفت الى القائمة زيت الزيتون واللحوم الحمراء المغربية، بسبب إصابتها بمرض فيروسي خطير، مما أثار مخاوف في وسط البياطرة الذين حثوا الحكومة على عدم استيرادها بالمطلق.
فيما ضمت حملة المقاطعة الإسبانية، على مواقع التواصل الاجتماعي، منتج زيت الزيتون “كاربونيل”، وهو منتج مغربي له توأم إسباني يحمل نفس الاسم.
في ذات الصدد، لم تسلم الماشية المغربية هي الاخرى من التحذير الأوروبي من استهلاكها، حيث عبر أطباء بيطريون إسبان في برنامج خاص تم بثه على منصات مواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب” عن تخوفهم من انتقال فيروس اللسان الأزرق إلى قطيع الأغنام الإسباني في حالة استيراد الأغنام المغربية إلى أرخبيل جزر الكناري ثم إلى باقي الاتحاد الأوروبي. وذلك في ظل ما وصفوه بـ “غياب الرقابة” على جميع أنواع المنتجات المصابة بالأمراض والفيروسات.
وظهر طبيب بيطري إسباني في مقطع فيديو وهو يتحدث عن وباء اللسان الأزرق في الماشية المغربية، بما في ذلك توزيعه الجغرافي وأنماطه الموسمية والسلالات المحددة للفيروس السائد في المنطقة،
وسلط الطبيب الضوء على العلامات والأعراض السريرية لهذا المرض، مع التأكيد على ضرورة الكشف المبكر والتدخل السريع من طرف السلطات الإسبانية المعنية.
وفي حديثه، عن تدابير المكافحة الحالية التي تطبقها السلطات الإسبانية، مثل برامج التطعيم ومكافحة ناقلات الأمراض وبروتوكولات الأمن البيولوجي التي تهدف إلى التخفيف من انتشار المرض والحفاظ على صحة الماشية، شدد الطبيب البيطري أيضا على أنه وعند استيراد هذه المواشي من المغرب، ستكون 30 في المائة من المواشي الإسبانية في خطر وأمام تهديد الإصابة بهذا الوباء، داعيا في هذا الإطار إلى ضرورة التصدي للتحديات التي يفرضها مرض اللسان الأزرق في المغرب.
تجدر الإشارة، أنها ليست أوروبا الوحيدة التي اشتكت من جودة المنتوج المغربي، بل كانت هيئة الرقابة الزراعية الروسية “روس سيلخوز نادزور” قد فرضت في السنوات السابقة حظرا على واردات الطماطم والفلفل من المغرب بسبب إصابتها بفيروساتِ، مضيفة أن “أي بلد مصدر للمنتجات إلى روسيا ليس محصنا من القيود (في حال انتهاك قواعد السلامة الغذائية)”.