حل الموسيقار نور الدين سعودي، أمس، ضيفا على فضاء بشير منتوري، بدعوة من مؤسسة فنون وثقافة في بلاتو الشاعرة فوزية لرادي للحديث عن “الموسيقى الأندلسية في الجزائر” ، ضمن البرنامج الفكري والفني الخاص بالاحتفال بالذكرى الثالثة والخمسين لتأميم المحروقات المصادف لـ 24 فيفري 2024.
حضر اللقاء كوكبة من المهتمين بشؤون الفن والثقافة على غرار محمد الشريف غبالو والمجاهدة زوليخة بقدور صاحبة كتاب “Ils ont trahi notre combat !, Mémoires d’une rebelle “dans la guerre et l’après-guerre أو “لقد خانوا معركتنا، مذكرات ثائر في الحرب وما بعدها“
استعرض سعودي في البداية وقدم نبدة عن الموسيقى الجزائرية الكلاسيكية “الأندلسية”بفروعها الثلاث التلمسانية “الغرناطي’ والعاصمية “الصنعة” و المالوف القسنطيني، ذاكرا مصادرها الأولى مع زرياب وحكايته مع الوتر الخامس والطريقة المستجدة في العزف على العود.
وكيف طور فيما شيوخ الموسيقى الأندلسية هذا الفن المستحدث.
كما تحدث سعودي عن القاعدة الشعرية التي كانت من إبداغ فناني وشعراء المغرب الإسلامي والأندلس مع ظهور الموشحات والأزجال التي انتقلت فيما بعد إلى المشرق. كما استعرض الطبوع التي يتغنى على منوالها، مثل الزيدان و والديل والماية والمزموم ، وما تفرع عنها من طبوع أخرى، إضافة إلى جاركة والسيكة و الأعراق والغريب. وقال نورالدين أنه كان في الأصل 24 نوبة لكن الذاكرة الجماعية في العاصمة لم تحتفظ على مر العصور سوى ب 12 نوبة، تسمى بالنوبات الكاملة مستوفية المراتب الخمس، و 3 نوبات غير مكتملة في مكوناتها( مصدر و بطايحي ودرج) . كما أعطى نورالدين بعض النماذج الصوتية لكل هذه الطبوع أداء وصوتا، للنوبة الكاملة المكونة من 5 حركات او صنايع( المصدر ، البطايحي، درج، إنصراف وخلاص).
وتلا اللقاء نقاش حول الموسيقى وٱفاقها في بلادنا وما يمكن عمله في مجال جرد وكتابة النوبات كتابة موسيقية سولفاجية، التي هي ضرورية لنقلها تعليميا وليس شفويا فقط. وهنا تساءلت المجاهدة بقدور-صاحبة 91 ربيعا، اطال الله في عمرها- عن وضع الموسيقى في المناهج التعليمية الدراسية و البرامج البيداغوجية بالمدرسة عبر جميع مراحلها. وأضاف سعودي أن على الجيل الحالي أن يدخل عالم الموسيقى الأندلسية من باب تعلمها بطريقة اكاديمية وليس شفوية فقط، وقال بأنه متأكد من أنه سيظهر عباقرة في هذا الميدان، الخاص بالفن الأندلسي.
واضاف بأن هذا الجيل يماثل الذي سبقه من الرواد في الموسيقى، والمختلف هو الظروف المحيطة، فالجزائري واحد من حيث هو. هو نفسه من حيث الذكاء ونفس الإجتهاد وهو شغوف بثقافته، لكن لابد من تسليحيه بالرغبة و إعطائه أسس الفن، وأكيد أن الغد سيكون مشرقا.
أما بخصوص النوبات الجديدة المستحدثة، فتحدث سعودي عن نوبته الجديدة الموسومة”دزيرية” التي هي الأولى ابتكارا وهي موجودة و تتغنى في كل منطقة. وعنها قال سعودي “أنها الأولى وقد اعطيتها قاعدة ليست موجودة في الموسيقى الأندلسية، وهي في الطبع الساحلي، لكن التسلسل المعمول به في النوبات هو نفسه” .
كما ذكر سعودي نوبة بن غبريط التي غنتها ليلى بورصالي”بن منصوري“، وفي الشرق الجزائري وبسكيكدة تحديدا قال بأن هناك الصديقان الفنانان أحمد شكات و بو غنجيوة اللذين ولجا ميدان استحداث النوبات. وختم سعودي بأن اللقاء كان جميلا وحميميا، حضورا و انصاتا.
خليل عدة