تعد ولاية تبسة من بين الولايات التي تعرف تنوع كبير في المعالم التاريخية والأثرية، حيث تتوفر ولاية تبسة على 25 موقعا أثريا منها باب كاراكلا .
وقد اختلفت تسميات ولاية تبسة عبر العصور، حيث عرفت بتسمية “ايكاتومفيل” عند الإغريق، بمعنى مدينة الـ100 باب، فيما سماها الرومان “تيفيست”، إلى أن عربت من طرف المسلمين بتسميتها “تبسة”. وقد تعاقبت على ولاية تبسة العديد من الحضارات التي مازالت شواهدها تؤرخ لها، من خلال الكتابات اللاتينية على معالمها الأثرية، ومن بين هذه الحضارات؛ شعوب ما قبل التاريخ، الحضارة الفينيقية، النوميديون، الرومان، الوندال، البيزنطيون، المسلمون والعثمانيون، كل هذه الحضارات جعلت لمدينة تبسة تاريخا حافلا بالحضارات، من خلال المعالم التي ما زالت شاهدة، على غرار المساجد والمعابد والمتاحف والقصور والمدن، ويعد باب كاراكلا إحدى أهم المعالم الأثرية التي شيدت بالولاية ، والذي يعتبر من الرموز الثقافية التي تعرف وتشتهر بها الولاية الأثرية.
ويقع باب كراكلا المعروف، المحاذي لزاوية سيدي بن سعيد، وسط مدينة تبسة، أو كما يطلق عليه تسمية قوس نصر كركلا، شيد بين عامي 211 م و217 م، ويعتبر من الأقواس العالمية الوحيدة التي ما زالت واقفة في العالم.
الباب يحمل تاريخ في طياته تاريخ حقبة تاريخية مرت على هذه المدينة الكبيرة ، وهي فترة استقرار الرومان في شمال إفريقيا.
يوجد بباب كاركالا أربعة مداخل رئيسية تحمل كتابات لاتينية، كل واجهة منها مهداة إلى أحد أفراد العائلة، منها الإمبراطور كركلا، يعتبر أعلى صور شيد في الفترة الرومانية، باعتباره مدخل المدينة للصور البيزنطي الذي يحمل 14 برج مراقبة، مشيدة بالحجارة الضخمة.
النصر “كاراكلا” الذي شيده الرومان في مدينة تيفست عاصمة ولاية تبسة، ويعتبر من أهم التحف المعمارية والفريدة في العالم.
تأسس هذا المعلم سنة 212/211 بعد الميلاد، وهي الحقبة التي عرفت ازدهار في العهد الروماني.
أجريت عليه الكثير من عمليات الترميم أثناء الحقبة الاستعمارية، ومازال إلى يومنا هذا يحافظ على طابعه المعماري رغم زوال ثلاثة أعمدة بسبب الحروب القديمة.
يبلغ طول القوس 10.94 مترا من الجانب، وكذلك 10.94 من الجزء العلوي للسطح العلوي، يوجد على الأبراج الموجودة بجانب الامتدادات أزواج من الأعمدة ذات التيجان معقد وشامل في ذات الوقت، تنفصل هذه التيجان كورنثية عن الحائط، ويوجد خلفها أعمدة مدعومة بمنصة تمتد منها قواعد القوس، يوجد السطح الرئيسي للقوس فوق أزواج الأعمدة، ويكون مجوف فوق الامتدادات، يوجد ميداليات في قوس النصر تقع مع تماثيل نصفية للآلهة فوق كل من الامتدادات.
نقشت على الثلاث جهات العليا من القوس إهداءات إلى الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس، وإلى الإمبراطورة جوليا دومنا وإلى الإمبراطور كركلا، أما الجانب الرابع من القوس فقد نقش عليه نقش بيزنطي.
بني هذا القوس لإحياء ذكرى الإمبراطور الروماني كراكلا ووالدته جوليا ووالده سيبتيموس سيفيروس، تم إدراج قوس النصر ضمن لائحة اليونيسكو للتراث العالمي عام 1982، ويعتبر هذا القوس من أهم المعالم التي يأتي إليها السياح من جميع أنحاء العالم للتعرف على الهندسة المعمارية المميزة به.
ويقع بمدخل باب ” كاراكلا “الصور البيزنطي الذي يسمى بالقلعة البيزنطية، وسط مدينة تبسة، به 14 برج مراقبة، شيد من طرف الجنرال صالمون بين 538 و535 م، وبقي محافظا على طابعه المعماري، ومصنف وطنيا منذ سنة 1982، وينتظر تصنيفه عالميا، كونه ما زال محافظا على طابعه المعماري، شأنه شأن باب النصر “كركلا”، كما يقع داخل الصور البيزنطي معبد “مينارف” المحاذي لزاوية سيدي بن سعيد، الذي شيد بين سنتي 193م و217 م، فيما حول إلى متحف سنة 1920 من طرف الفرنسيين، لأنه كان معبدا للمسيحيين، كما يقع داخل الصور البيزنطي كنيسة فرنسية تبعد عن معبد مينارف بحوالي 100 متر، بنيت من طرف الفرنسيين سنة 1885، وحولت إلى متحف سنة 1971م.
الصرح الأثري الثقافي يعد أحد أهم المعالم الموجودة في الولاية ، والتي استطاعت أن تروي للأجيال الحالية ، أثار حضارة ، تركت بصمتها في تاريخ مدينة تبسة الحضاري .