مثلما كان متوقعا، رفضت الجزائر منح التأشيرة للمحامي الفرنسي والسفير السابق في الدنمارك، فرانسوا زيمراي، وذلك بينما كان يستعد للانتقال إلى الجزائر من أجل الدفاع عن الكاتب الفرنسي، بوعلام صنصال، الموجود قيد الحبس على ذمة التحقيق في جريمة استهداف الوحدة الترابية للجزائر.
وفي بيان له أوضح فرنسوا زيمراي، الذي يقول إنه كلف من قبل دار نشر غاليمار، للدفاع عن الكاتب الفرنسي بوعلام صنصال، في بيان الإثنين، إنه لم يتمكن من زيارة موكله في الجزائر، وذلك لـرفض طلبه من أجل الحصول على تأشيرة الدخول إلى الجزائر.
وأضاف المحامي الفرنسي أن محكمة الاستئناف في الجزائر العاصمة ستبث الأربعاء 11 ديسمبر الجاري، في طلب الإفراج عنه، وأنه كان يستعد لدخول الجزائر للاستعداد للدفاع عن موكله. ومكنت السلطات الجزائرية المتهم من حق الدفاع، حيث يفترض أن تكون قد خصصت له محاميا على عاتق الدولة، وفق ما يقتضيه القانون الساري العمل به.
ولم يكن رفض منح التأشيرة للمحامي والدبلوماسي الفرنسي المتقاعد، فرانسوا زيمراي، منتظرا بالنظر لمواقف هذا المحامي المثيرة للجدل، فالرجل معروف بمواقفه المناصرة من دون قيد أو شرط للكيان الصهيوني، بل إنه يدافع عن جرائمه الوحشية والهمجية بحق الأبرياء في قطاع غزة وعموم فلسطين، ويعتبرها دفاعا عن النفس على حد زعمه.
والأكثر من ذلك أن فرانسوا زيمراي يدافع عن قضاء انتقائي بما يخدم مصلحة الكيان ويوفر الحصانة لقادة هذا الكيان، وعلى رأسهم رئيس الوزراء، ومجرم الحرب ، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق، يوآف غالنت، اللذين صدرت بحقهما مذكرة توقيف دولية أصدرها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان.
ففي شهر المنصرم، أجرى فرانسوا زيمراي حوارا للأسبوعية “لوبوان” الفرنسية، وحذر من خلال هذا الحوار من إصدار مذكرة توقيف دولية بحق قادة الكيان الصهيوني المتورطين في جرائم إبادة بحق الشعب الفلسطيني، بل إنه يتجاهل تلك الجرائم ويطالب بإصدار مذكرات توقيف بحق قادة المقاومة الفلسطينية، في انتقائية لا يمكن تبريرها.
بل والأكثر من ذلك، أن فرانسوا زيمراي يعتبر الكيان الصهيوني “دولة قانون”، رغم الوحشية التي يرتكبها جيشها الهمجي يوميا بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وهو ما يسقط عنه أي صفة كمحامي محترم وذو أخلاق مهنية، وهو ما يجعله يندرج ضمن الخانة التي وضع فيها المعني الصهيوني، أنريكو ماسياسي، الذي منع من زيارة الجزائر، رغم الوساطات الكبيرة التي قامت بها السلطات الفرنسية لدى نظيرتها الجزائرية لسنوات طويلة.
وكان صنصال قد أدلى بتصريحات عدائية وكاذبة تجاه الجزائر في إحدى قنوات “اليويتوب” الفرنسية قبل أزيد من شهر، حيث زعم بأن مناطق من غرب الوطن، مثل معسكر وتلمسان، كانت تابعة للجارة الغربية، المملكة المغربية، في تصريحات كاذبة ومغلوطة بقصد الإضرار بالوحدة الترابية للبلاد.
وقد رد المؤرخ الفرنسي اليهودي ذو الأصول الجزائرية، بنجامان ستورا، في قناة فرنسية فاضحا تعمده الكذب، حيث أكد بأن معسكر كانت مسقط رأس الأمير عبد القادر وعاصمة دولته خلال المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، كما أن تلمسان هي مسقط رأس أب الحركة الوطنية مصالي الحاج، في ضربة موجعة لمصداقية صنصال.
علي. ب