انتقدت أحزاب سياسية الغارات التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية ، فرنسا وبريطانيا على سوريا، صبيحة اليوم السبت، ورغم أنها ثمنت كلها موقف الدبلوماسية الخارجية الجزائرية اتجاه ما يحدث في المنطقة وفق العقيدة التاريخية لهذه الدبلوماسية وهي رفض أي تدخل أجنبي وخاصة إذا كان تدخلا عسكريا، إلا أنها دعت الجزائر إلى اتخاذ موقف صريح وواضح إزاء ما يحدث في سوريا وانتقدت من جهة أخرى انحيازها غير المباشر للنظام السوري.
وقالت حركة مجتمع السلم، في بيان لها تحوز ” الجزائر الجديدة ” على نسخة منه، إنها تتفق مع موقف الديبلوماسية الخارجية الجزائرية اتجاه ما يحدث في المنطقة، وفق العقيدة التاريخية لهذه الدبلوماسية، وهي: رفض أيِّ تدخلٍ أجنبي، وخاصة إذا كان تدخلا عسكريا، من كلّ الدول ومن كلّ الجماعات المسلحة العابرة للحدود، وضدّ التدخل في الشؤون الداخلية والمساس باستقرار الشعوب والاعتداء على سيادة الدول، لكنها انتقدت من جهة أخرى انحيازها غير المباشر للنظام السوري على حساب حقوق ومصلحة الشعب السوري، محملة إياه مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع المأساوية في سوريا، بسبب مقاربته الأمنية وانقلابه على السلمية الشعبية، وعجزه عن استيعاب المطالب الشعبية المشروعة، ومعالجة الأزمة بالحوار والحلول السياسية، والسماح للتدخل الأجنبي، وللعبور الآمن للجماعات المسلحة: السنية والشيعية المؤيّدة والمعارضة له.
واعتبرت حمس أن ما يحدث في سوريا هي حربٌ عالمية بالوكالة، والهدف الأسمى للتدخل الشيعي فيها هو التمدّد الطائفي واختراق المنطقة، والهدف من التدخل الغربي فيها هو حماية أمن إسرائيل، والضحية الكبرى في ذلك هو: الشعب السوري، وخاصة المكوّن السّنِّي، وما يقع من الاتفاقات والتهجير هو تصفيةٌ عرقية، تمهيدًا لتقسيم سوريا على أساسٍ طائفي، يسهل التحكّم والتوظيف والاستغلال والتصفية لكلِّ مكوّن حسب الحاجة، وفق معطيات وتوازنات كلّ مرحلة، وقالت الحركة في بيانها إن العدوان الأمريكي – البريطاني – الفرنسي الأخير ليس من أجل سواد عيون الشعب السوري، الذي يتعرّض لكلّ أنواع الإبادة والجرائم ضدّ الإنسانية، وبمختلف أنواع الأسلحة، ومنها: الأسلحة الكيماوية، والذي تعرّض – ويتعرّض لها – منذ 2011م، وليس من أجل إسقاط النظام السوري، بل هي حربٌ لاستنزاف الجميع، وإضعاف كلّ الأطراف، وسيكون العدو الصهيوني هو المستفيد الأول من ذلك.
ومن جهته قال القيادي والنائب البرلماني السابق عن حركة النهضة، يوسف خبابة في تعليق له تطورات الهجوم على سوريا وموقف الجزائر منه إن موقفها كان حذرا وحيدا تجاه ما يحدث من اضطرابات، والحقيقة أن هذا هو المتاح الجزائر في ظل هذا التمزق والاصطفاف العربي، فموقفها لا يمكن ان يكون مؤثرا في الساحة العربية، مشيرا من جهة أخرى إلى أن الجزائر تمارس موقفا محايدا حذرا للحفاظ على استقراراها وعلاقتها الهادئة مع كل الأطراف، منتقدا في هذا الإطار الموقف المزدوج للأنظمة الغربية التي تتغنى بالديمقراطية وتدعم الانقلابات وإجهاض الثورات السلمية الشعبية كما حدث في مصر والعراق وسوريا واليمن ولبنان، مستدلا ببعض الدول العربية التي لا تكتفي على حد قوله بالضغط السياسي فقط بل المشاركة في الحرب ضد دول عربية، وتعلن دعمها الصريح للكيانات الأجنبية وتنخرط فيها على حساب مقدسات الامة وحقوق شعوبها.
وعلق النائب عن جبهة العدالة والتنمية حسن لعريبي، عن الهجوم الثلاثي الذي تعرضت له سوريا صبيحة أمس، قائلا إنه عدوان سافر وغطرسة أمريكية صليبية تهدف إلى إبقاء الهيمنة على الأمة العربية، داعيا من جهة أخرى السلطات الجزائرية التي لطالما دافعت عن المظلومين في المؤتمرات والمحافل الدولية إلى أن تضغط ديبلوماسيا على النظام السوري بقيادة بشار الأسد كي تحقن دماء أهل حلب لأن ما يحدث في سوريا هو مجازر خطيرة.
وتجدر الإشارة إلى أن الوزير الأول أحمد أويحي، قد أكد أن العدوان الثلاثي على سوريا سيزيد من تعقيد الوضع”، وإن ” الجزائر ثابتة على موقفها بخصوص الأزمة السورية، وهو أن الحل لن يكون إلا سياسيا“، وأضاف “كنا نأمل في ترك المجال أمام لجنة التحقيق الدولية بشأن الاتهامات الموجهة للسلطات السورية باستعمال أسلحة كيماوية“، وجدد اويحيي ادانة الجزائر لاستخدام السلاح الكيماوي من أي طرف كان تطبيقا للمعاهدات الدولية المتعلقة.
ومن جهتها استنكرت الجزائر العدوان العسكري الثلاثي ضد سوريا، داعية كل الفاعلين إلى تغليب الحل السياسي لوضع حد لمعاناة الشعب السوري والحفاظ على سيادته الترابية، وأكدت في بيان لوزارة الشؤون الخارجية، أمس، على ضرورة احترام القرارات الدولية بما فيها القانون الدولي لحقوق الانسان.
فؤاد ق