نظمت مديرية الثقافة والفنون لولاية بومرداس ،يوما ثقافية وعلميا و تاريخية “تحت عنوان ملتقى الذاكرة الفنية ، وهذا تزامنا مع احياء اليوم الوطني للشهيد الذي يوافق 18 فيفري، من كل سنة من خلال تسطير برنامج ثقافي تاريخي وفني يتماشى مع المناسبة التي نستذكر من خلالها التضحيات الجسيمة التي قدمها الشهداء في سبيل تحرير الوطن من براثن الاستدمار الفرنسي.
بحيث اشرفت والي ولاية بومرداس السيدة فوزية نعامة على افتتاح فعاليات الملتقى،بحضور الأسرة الثورية ،المدراء التنفيذين ،شخصيات ثقافية وفنية و تاريخية ،وجوه فنية بارزة ، الممثل مراد زيروني، أساتذة و محاضرين من جامعة بومرداس الدكتور عبد الحميد بورايو و من جامعة المسيلة السيد اعمر بوضربة ، الأستاذ احمد راشدي المخرج السنيمائي، ضيوف شرف من ولاية مستغانم .
أستهل اللقاء بتدخل مديرة الثقافة والفنون الفنون السيدة دليلة عواس من خلال القائها كلمة تضمنت محتوى الملتقى تبعا لمخرجات الندوة التاريخية التاريخية بعنوان الذكرى السبعين لاندلاع الثورة المجيدة تحت شعار تحديات الانتصار .. وثمن الحرية وتنفيذا لتعليمات الوزير الاول وتوجيهات وزير الثقافة والفنون السيد زهير بللو ،وهذا تجسيدا لتوصيات الندوة الوطنية المنظمة من قبل الجيش الوطني الشعبي بتاريخ10ديسمبر2024 على مستوى النادي الوطني للجيش التي تنص على ترسيخ قيم الثورة التحريرية المجيدة في مجالات شتى على غرار مجال الثقافة ارتأت مديرية الثقافة تنظيم هذا الملتقى حول الذاكرة الفنية تحت شعار دور الفنون في تعزيز روح المقاومة الوطنية ،تزامنا مع احياء الذكرى اليوم الوطني للشهيد المصادف ل18فيفري من كل سنة بحيث يعتبر تقول السيدة المديرة هذا الملتقى بمثابة تعزيز الانتماء الروحي والولاء لهذا الوطن العزيز والمفذى الذي يحمل في طياته امال وتطلعات الشعب في ظل عالم يواجه تحديات جمة تحت عنوان الذاكرة الفنية التي تأبى النسان من خلال استحضار لعقولنا وقلوبنا مسيرة طويلة من التضحيات الاجسام التواصل اذ يبقى من واجبنا تعزيز الروح الوطنية والمقاومة ، وقد تجلى في ذلك مشاركة مختلف فءات المجتمع وقطاع الثقافة والفنون كان له دور فعال من خلال عدة اسهامات كالرسم والأدب والشعر و الموسيقى و المسرح الذي جسد بطولات ثورية كان لها دورا محوريا من خلال تقديمها رسائل هادفة ، لتمثيل الجزائر في العديد من التظاهرات الدولية لتوكد للعالم اجمع على عمق الارث الثقافي والاصرار على البقاء لذا تستدعي منا الجزائر جميعا التحلي بالوحدة ولتأزر والالتفاف حول قادتنا الرشيدة ،كون هذا الحدث يأتي في ظل التحديات الراهنة التي تواجهها الجزائر . لتختتم حديثها بدعوة الجميع لتعزيز الوعي الثقافي و الانتماء الوطني بين الاجيال القادمة من اجل جزائر قوية ومبدعة بتراثها الثقافي الدافع لتحقيق المزيد من الانجازات .
كما شهد الملتقى تدخلات مستفيضة لأساتذة محاضرين نشطوا الملتقى بتدخلات القيمة والهادفة وبحيث تطرق الاستاذ احمد راشدي المخرج السنيمائي من خلال مداخلة حول دور الفن و الثقافة في تحفيز الراي العام في مساهمة الفن في الثورة الجزائرية أين سمح النضال التحرري من أجل استقلال الجزائر الذي جسده واقعيا التفكير الابداعي الفني بكشف ويلات الاستعمار الفرنسي وتنبيه العالم إلى الظروف المعيشية التي يعيشها الشعب الجزائري في سبيل نضاله من أجل الاستقلال وقد فهم قادة الثورة ضرورة القيام بالعمل النضالي على جميع الجبهات، بما فيها المسرح والأغنية والسينما والأدب والشعر والفنون.
وفي هذا الصدد، يقول الاستاذ احمد راشدي ان عديد لأعمال المسرحية والأغاني الوطنية الثورية ساهمت في تدويل نضال الشعب الجزائريين من أجل تحقيق السيادة الوطنية. “، وقد كتبت مسرحيات بهدف تحسيس الرأي العام الوطني والدولي من خلال تصوير الواقع الذي تعيشه الجزائر التي تخوض حربا من أجل استقلالها.
كما انجذب الرأي العام الدولي للقضية الجزائرية من خلال المسرحيات والأغاني الوطنية مثل النشيد الوطني “قسما لمفدي زكريا و قلبي يا بلادي لا ينساك” للهادي رجب، التي قدمت في عديد الدول.
من جانبهم، ساهم شعراء الملحون اسهاما كبيرا في نصرة القضية الجزائرية مستنكرين، في نصوصهم، أفعال الغدر والجرائم التي اقترفها المحتل الفرنسي، وأحيوا في قلوب الجزائريين ذلك الحس بالانتماء للوطن,وكان الأمر كذلك بالنسبة للفنانين الرسامين الجزائريين الذين ساهموا في الثورة الجزائرية واسماع صداها.
لقد تمكن الفنانون الجزائريون من إبراز العبقرية الشعبية في التعبير عن استعدادهم لخوض معركة مع الاستعمار الفرنسي مما ساعد على تسجيل إرادة الجزائر في حين تناول الدكتور عبد الحمد بورايو استاذ محاضر بجامعة بومرداس موضوع دور فرقة جبهة التحرير الوطني الان الثورة المجدية ،وكانت الناطق الحقيقي للنضال الجزائري ضد المستعمر الفرنسي الغاشم ، و التعريف بالثقافة الجزائرية، بعدما قرّرت جبهة التحرير الوطني تعزيز الكفاح عبر النضال الفني و الثقافي.
كما ابرز البروفسور اعمر بوضربة خلال مداخلته حول مكان الفنون في الثورة التحريرية الأبعاد الثقافية للثورة التحريرية ومساهمة المثقفين والفنانين الجزائريين خلال هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الجزائر تجلت عبر مختلف أشكال الإبداع، من أدب ومسرح وشعر وسينما وموسيقى، وأن المثقفين والفنانين قد احتضنوا الثورة منذ بدايتها من خلال إبداعاتهم بحيث وأوضح البروفسور اعمر بوضربة أن المقاومة الثقافية والفنية خلالخلال الثورة شكلت اداة أساسية وجوهرية لمجابهة الاستعمار في الجزائر الذي حاول طمس وتشويه هوية الشعب الجزائري وأصالته، مضيفا أن قادة الثورة انتبهوا مبكرا للدور الفعال للثقافة والفن، على غرار المسرح والأغنية والشعر الشعبي، في دعم العمل السياسي والعسكري والدبلوماسي لإيصال صوت القضية الجزائرية
.وأردف بان البعد الثقافي للثورة شكل محركا ودافعا أعطى للفعل الثوري بعدا جماليا وإنسانيا قويا مشيرا إلى أن المقاومة الثقافية رسخت قيمها في الوعي الجماعي الجزائري والذاكرة على نحو عميق وملفت، بذلك ان الأدب الشعبي اتسم خلالها بنزعة واقعية انهلت من وقائع الثورة كمرجعية تعبر عن وعيهم بالمسألة الوطنية
وبهذه المدخلات القيمة اكد الجميع بان اليوم الوطني للشهيد يمثل وقفة للرجوع إلى البطولات والمقاومات والثورات الشعبية التي قام بها الشعب الجزائري طيلة فترة الاحتلال، وحتى يكون عبرة للشعب ليقف فيها على معاني التضحيات الحقيقية من أجل الوطن،
كما كانت اسهامات شعرية لمبدعين من مختلف ولايات الوطن ابدعوا في تقديم نصوص شعرية تخلد الثورة التحريرية المجيدة.ليتم في الاخير تكريم مجموعة من المساهمين في اثراء هذا الملتقى الذي عرف حضور قوي لمختلف فئات المجتمع
وعلى هامش هذا الملتقى تم تنظم معرض للكتاب تضمن مواضع مختلف منها تاريخية لمبدعين وكاتب وشعراء تشجيعا لهم على إثرائهم الساحة الأدبية بأعمال أدبية سواء في الشعر أو الرواية
إن هذا الحدث يأتي في سياق تاريخي جليل ، حيث تواجه الجزائر العزيزة في الوقت الراهن مجموعة من التحديات التي تستدعي منا جميعا التحلي الوحدة والتآزر والالتفاف حول قيادتنا الرشيدة وفي مقدمتها السيد رئيس الجمهورية الذي يقود مسيرة شجاعة نحو التغيير والنهضة بإرادة فولاذية وعزيمة لا تلين ان الفنون ليست مجرد أداة للتعبير عن الجمال والروح الإبداعية بل هي سلاح فعال يحمل في طياته قدرة على مواجهة مختلف التحديات وهنا نؤكد جميعا مسؤوليتنا الجماعية في تقوية وإثراء هذه الذاكرة الحية
علاوة على ذلك فإننا نعيش في زمن يتعرض فيه وطننا الغالي لمؤامرات تستهدف الهوية والثقافة الجزائرية من قوى خارجية تسعى للنيل من امن واستقرار بلادنا ، اننا هنا وبكل فخر واعتزاز ، لنعبر عن تضامننا الكامل مع رجال حماة الوطن او ملل للحفاظ على سيادة الجزائر وحقوقها ، هؤلاء الرجال هم الدرع الحامي لهذه الأرض الطيبة ، ويجب علينا جميعا عزيمتنا في مواجهة التحديات ، سواء من الأعداء او محاولات التشويه والتحريض التي تهدف الى زعزعة مصداقيتهم و شخصيتهم الوطنية.