أبدت الأحزاب السياسية جاهزيتها للإنخراط في الحوار الوطني الذي يعتزم رئيس الجمهورية اطلاقه مع المجموعة الحزبية، واعتبرت هذه المبادرة ايجابية تستدعي دعمها والعمل على انجاحها، وربطت نجاح هذا الحوار بإشراك كافة القوى الممثلة للمشهد السياسي، حوار ينبغي أن يكون نزيها وشاملا يتناول كافة الملفات والقضايا الداخلية حوار يفضي في النهاية الى إصلاحات شاملة سياسية واقتصادية.
رحب القيادي بحركة مجتمع السلم، يوسف عجيسة، بالحوار الذي أعلن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اطلاقه مستقبلا مع الطبقة السياسية، والذي استهله باستقبال قادة الفعاليات الحزبية من حين لآخر، إلى حين إطلاقه بصفة رسمية بعقد جلسات تشمل ممثلي المنظومة الحزبية، وقال عجيسة لـ “ الجزائر الجديدة “ أن حمس ما فتئت تطالب الحكومة بإقرار الحوار الوطني مع الطبقة السياسية لمناقشة مجمل ملفات الساحة الوطنية، حوار يكون شاملا ونزيها يفضي إلى تحصين السيادة الوطنية ويعزز الجبهة الداخلية، حوار لا يقتصر فقط على الملفات السياسية بل يجب أن يشمل كافة الملفات والقضايا بما فيها المرتبطة بمستجدات الساحة الدولية، لابد أن يواكب التطورات الحاصلة على كل الأصعدة والمستويات.
واعتبر عجيسة اللجوء الى الحوار ضرورة ملحة تقتضي منا جميعا العمل على إنجاحه من خلال بلورة تصورات وأفكار المنظومة الحزبية، وقال إننا أمام تحديات تفرض علينا تظافر الجهود لتجاوزها بعيدا عن فرض الرأي الواحد أو الإنفرار بالقرار، وحسب القيادي بحركة مجتمع السلم، فإن مستحدات الساحة الدولية وتنامي التوترات بمحيطنا وتزايد حدة التهديدات ضد بلدنا، كلها عوامل تفرضنا علينا تشكيل جدار وطني لحماية الجزائر وصيانة وحدتنا الترابية وسيادتنا الوطنية، ومن هذا المنطلق يقول يوسف عجيسة، إننا أمام الأمر الواقع، إما أن نضحي من أجل بلدنا و حفظ أمانة الشهداء وترك خلافاتنا الداخلية جانبا، وإما أن نتشبت بمطالبنا وحينها نكون قد تخلينا عن الجزائر وهو ما يبحث عنه أعدائنا.
من جهته، حزب جبهة المستقبل على لسان القيادي الحاج بلغوتي، تحدث عن تصورات تشكيلته الحزبية تجاه الحوار الذي يعتزم الرئيس تبون اطلاقه مع الطبقة السياسية، وإن كان رئيس الجمهورية قد باشره بطريقة غير مباشرة من خلال إستقابله لرؤساء الأحزاب السياسية من حين لآخر، وقال المتحدث لـ “ الجزائر الجديدة “ نحن نأمل في أن يكون الحوارا شاملا ونزيها وأن لايقصي أي طرف، وذكر بأن حزب جبهة المستقبل يعتبر الحوار الوسيلة المثلى التي يستوجب اللجوء إليها لمعالجة انشغالات ومطالب المجموعة الوطنية، حوار يقود إلى تشكيل جدار وطني يعد بمثابة الحصن المنيع لحماية سيادة بلدنا، وقال ان الجزائر تستنجد بنا جميعا للأ لتفاف حولها وتحصينها، خاصة في ظل التطاول تارة والتكالب تارة اخرى عليها من قبل أعدائها الذين يكنون لها العداء من دول الجوار ومن جهات أخرى، أضحى تطور الجزائر يقلقها بدعم من بعض الخونة والعملاء الذين يشتغلون على تنفيذ أجندات خارجية ضد بلدهم، واستنادا لنفس المتحدث الحزبي فإن هذه المرحلة تحتم علينا تركنا خلافاتنا ،ن كانت ووضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار وأيلاء الإهتمام للمكائد التي تحاك ضد بلدنا وصدها وكشف القائمين عليها.
نفس الموقف أبداه رئيس حزب الكرامة، محمد الداوي، الذي ذهاب رئيس الجمهورية الى الحوار مع المنظومة الحزبية خيار صائب، ويستحق منا دعمه ومباركته، وذلك لاعتبارات عدة، منها أولا، مناقشة قضايانا الداخلية الملفات التي تتطلب تنسيق جهود الجميع لمعالجتها أو أيجاد البدائل لها، بينما الوضع الجيوسياسي الحاصل بجوارنا والتآمر على بلدنا والتخطيط لزعزعة نسيجه الإجتماعي، يفرض علينا الذهاب أكثر من أي وقت مضى إلى الحوار، لضمان استقرار جبهتنا الداخلية، والتجند لصون أمانة الشهداء والمساهمة الجماعية في مسار بناء جزائر متطورة تتسع لكافة أبنائها، وتحدث عن تزايد حدة الحقد والضغينة من جهات متعددة أجنبية ضد الجزائر، حيث أرجع ذلك الى النقلة النوعية في مجالات مختلفة التي حققتها الجزائر في المدة الأخيرة، ناهيك عن مواقفها الثابتة تجاه القضيتين الفلسطينية والصحراوية، وتبنيها خيار الدفاع عن حق تقرير الشعوب لمصيرها.
بدورها حركة النهضة على لسان أمينها العامن محمد ذويبي، تعتبر الظروف مناسبة لإطلاق حوار نزيه وبناء لا يقصي أحد، حوار يقود الى تعزيز المؤسسات القائمة في شتى المجالات، ويساهم في تقوية مسار الإصلاحات السياسية والإقتصادية، حوار ينتج عنه تطور النسيج الإجتماعي والتماسك الوطني ويقوي اللحمة الوطنية، بكل هذه العوامل، يقول محمد ذويبي نكون قد وضعنا الجزائر على سكتها الصحيحة وساهمنا جميعا كل من منصبه ومسؤوليته في تحصين الجزائر وتأمين وحدتها الوطنية، وقال، نحن في حركة النهضة جاهزون للمشاركة في هذا الحوار، وسنعمل على إنجاحه بأفكارنا وتصوراتنا واقتراحتنا تجاه القضايا والملفات التي يتناولها هذا الحوار، وخلص ذويبي إلى القول، إن حركة النهضة لا تشك في الإرادة السياسية للرئيس تبون، ورغبته في تجسيد الإصلاح المؤسساتي والنهوض بالجزائر إلى مصاف الدول المتطورة.
محمد. ب