يشتكي سكان أحياء بلدية ذراع بن خدة الواقعة على بعد 12 كم غرب مدنية تيزي وزو، من عدة مشاكل تنموية ألقت بظلالها على النمط المعيشي للمواطنين، جراء المعاناة الكثيرة التي يتكبدونها والتي تبدأ بغياب التهيئة الحضرية، و الانتشار غير العادي للمفارغ العشوائية فضلا عن نقص المرافق الرياضية والترفيهية.
رغم أن بلدية ذراع بن خدة تصنف ضمن أغنى بلديات ولاية تيزي وزو، نظرا لما لها من موارد مالية محلية خصوصا منطقة النشاطات الصناعية، إلا أن ذلك لم يجعل سكانها في منأى عن المشاكل التنموية الكثيرة التي أثقلت كاهلهم والتي زادت حدتها أكثر مع الصمت اللامبرر للسلطات المحلية لتجاهلها انشغالاتهم في الكثير من المناسبات.
انعدام التهيئة يثير استياء السكان
لعل أنه من السهل جدا لمن يزور مدينة ذراع بن خدة ملاحظة ومن الوهلة الأولى، الأوضاع الكارثية التي تتواجد عليها طرقها الداخلية. وحسبما أكده السكان في تصريحاتهم لـ” الجزائر الجديدة ” فإن المشكل المطروح ليس وليد اليوم وانما يعود إلى عدة سنوات خلت بسبب عدم ادراجه ضمن الأولويات من قبل المسؤوليين المحليين، حيث تغمر الحفر الكثيرة كافة الطرق الداخلية للمدينة لعدم اخضاعها لعملية ترميم منذ مدة او بسبب الأشغال الدائمة التي حولت المدينة إلى ورشة انجاز وصيانة على مدار أيام العام، ناهيك عن الوضع العشوائي لممهلات من الاسمنت، الحالة التي لم يسلم منها سكان ذراع بن خدة، نظرا لما يتكبدونه من معاناة يومية. كما طرح السكان مشكل آخر لا يقل أهمية عن سابقه والمتمثل في غياب أرصفة الطرقات، وكذا الانارة العمومية الى جانب انعدام المساحات الخضراء في الكثير من التجمعات السكانية على غرار أحياء، نهج لغرباوي محمد، بوخاري شافع والكولونيل أعميروش، وهي الأحياء المهددة كل فصل شتاء بالفيضانات بسبب انسداد البالوعات وقدم شبكة قنوات الصرف، الأمر –بحسبهم-يبقى من الضروري على السلطات احتوائه في قرب الآجال لتخليصهم من هاجس الفيضانات الذي قد تغرق منازلهم وتضع حياة عائلاتهم في خانة الخطر.
المدينة غارقة في النفايات
أصبح مشكل الانتشار غير العادي للنفايات بمختلف احياء مدينة ذراع بن خدة، بمثابة مشهد مألوف بالنسبة للسكان المحليين.
وهي المسؤولية التي اعتبرها محدثونا يتقاسمها كل من المواطن اللامبالي والسلطات المحلية التي لم تتخذ أي اجراء من رغم الشكاوي العديدة المرفوعة اليها في هذا الشأن في الكثير من المرات، حيث ان الاحياء السالفة الذكر تحولت إلى فضاءات لتراكم الأكوام المعتبرة من النفايات المنزلية وكذا مخلفات التجار المتواجدين بالأسواق الجوارية المحيطة بالتجمعات السكانية في ظل غياب الرقابة من قبل الجهات المسؤولة.
وفي هذا الصدد صرح المواطنون أن الروائح الكريهة التي تصل إلى داخل بيوتهم والتي تزكم الأنوف، أضحت لا تطاق ناهيك عن تحول هذه النقاط إلى مصدر لانتشار الحشرات الضارة واللاسعة لاسيما في الأيام المتزامنة مع ارتفاع درجة الحرارة، مهددة بذلك الصحة العمومية خصوصا احتمالية الاصابة بالأمراض الجلدية، هذا وأضحت الظاهرة المشوهة للوجه العمراني لمدينة ذراع بن خدة، مشكلة لا يقتصر تواجدها فقط في الأحياء الصغيرة وإنما حتى في الشوارع الكبرى للبلدية التي حازت وفي زمن ليس بالبعيد عن جائزة أنظف بلدية بولاية تيزي وزو.
ن ج