انطلقت بجامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله, اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة, أشغال الملتقى الدولي حول الفلسفة والبيئة والهادف لتسليط الضوء من منظور فلسفي على المخاطر التي تهدد أشكال الحياة على الأرض وطرق معالجتها من أجل ضمان مستقبل الأجيال القادمة.
وتحتضن قاعة المحاضرات مفدي زكريا بجامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله, على مدار يومين, فعاليات هذا الملتقى الذي ينظمه مخبر الجماليات والفنون والفلسفة المعاصرة للجامعة بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة, بالاشتراك مع الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية, وبمشاركة خبراء من عدة دول عربية وأجنبية.
وقال رئيس اللجنة العلمية للملتقى, محمد جديدي, أن البيئة قد برزت “كمطلب حيوي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي”, وأن الفلسفة اليوم “ليست بعيدة عن الوعي بأهمية البيئة ودورها في حياة الكائنات الحية عموما والبشر خصوصا”, حيث “أضحى واجبا جديدا عليها أن تنهض بتعميق هذا الوعي وتكريسه أخلاقيا وتربويا وسياسيا”.
وعرج المتحدث في حديثه على العديد من فلاسفة القرن العشرين الذين بحثوا في مسألة علاقة البيئة بالحياة السليمة والسعيدة وتناولوا مواضيع حول الدفاع عن البيئة ومناصرتها ضد التهديدات والمخاطر التي تحيط بها وترهن كل إمكانية للحياة إذا ما اختل نظامها وتنوعها.
وبدوره, أكد رئيس الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية, عمر بوساحة, أن موضوع هذا الملتقى “ينسجم مع رؤية منظمة اليونسكو بخصوص التحديات الكبرى التي تواجه الإنسان اليوم على الصعيد الإقتصادي والاجتماعي والبيئي, وسبل تحقيق التنمية المستدامة, وضمان مستقبل شامل ومستدام للإنسان”.
وقال المتحدث أن الاهتمام بالبيئة والمخاطر التي أصبحت عليها الحياة “تدعو الفلسفة إلى إعادة النظر في الأسس التي قامت عليها الحضارة الإنسانية, والتي لم تعد تحترم وجود الإنسان وكل أشكال الحياة على هذه الأرض”.
سيتناول المشاركون خلال هذا الملتقى إشكاليات عدة متصلة بمواضيع من قبيل الأزمة البيئية والخطابات الفلسفية, علاقة الإنسان بالبيئة, البيئة والرهانات الحضارية للمجتمعات النامية, وكذا مشكلة البيئة في عصر التنافس التكنولوجي, بالإضافة إلى المواطنة البيئية والمجتمع المدني, وغيرها.