قدم مؤخرا، العرض الشرفي للفيلم الجزائري “رجلان ومصير” للمخرج التركي مصطفى أوزغون، أمام جمهور غفير من عشاق الفن السابع الذين امتلأت بهم القاعة، بحضور بلال يحياوي ممثلا عن مديرية تطوير الفنون وترقيتها و نور الدين عرقاب مدير المركز الجزائري لتطوير للسينما”CADC” ونور الدين مخالفية المركز الجزائري للسينما “CAC” والعائلة السينمائية والفنية من منتجين ومخرجين.
تحت إشراف وزير الثقافة و الفنون زهير بللو، ويأتي عرض الفيلم في إطار تعزيز ونشر الأفلام السينمائية والعروض الشرقية المبرمجة من طرف الوزارة.
الفيلم من إنتاج شركة تماريس فيلم لصاحبتها فطيمة وزان، التي أوضحت في حديثها أن المخرج تعذَّر عليه الحضور بسبب التزامات تصويرية، مشيرةً إلى أنه عبَّر عن شكره لوزارة الثقافة والفنون لمنحه فرصة المشاركة في عمل جزائري، مؤكّدًا أن هذه التجربة كانت من أجمل ما خاضه في مسيرته الإخراجية. من جهتها، عبّرت وزان عن امتنانها للدعم الذي قدّمته الوزارة لإنتاج هذا العمل، كما وجّهت شكرها إلى شريكها نور الدين عرقاب على التسهيلات التي وفّرها لإنجاز المشروع. وأضافت أنها تملك فيلمًا بوليسيًا لم يُعرض بعد، وتعمل حاليًا على تحضير مسلسل درامي تلفزيوني.رزاڨ الفيلم كان تحديًا كبيرًا على عاتق بطلي الفيلم
أوضح أحمد رزاڨ أن تصوير الفيلم كان تحديًا كبيرًا، حيث تطلّب من كلا الممثلين الحفاظ على إيقاع وأداء ثابت في فيلم طويل، مع وحدة الزمان والمكان، وهو ما زاد من صعوبة التمثيل، خاصة في ظل الأجواء الباردة التي أثرت على ظروف التصوير.
من جهتها، عبّرت مليكة بلباي عن إعجابها بالفيلم، مشيرة إلى أنه قدّم صورة جميلة للجزائر قلّما تُرى في الأعمال السينمائية، ومزج ببراعة بين الجمال والعنف في تركيبة درامية مميزة.
أما سليم حمدي، مساعد المخرج، فقد ثمّن تجربة العمل مع المخرج التركي مصطفى أوزغون، متحدثًا عن الموسيقى التصويرية التي اشتغل عليها وفق مستويين: الأول تراجيدي يعكس نفسية الممثل أحمد، والثاني يتماشى مع تسارع الأحداث والمغامرات، متمنيًا أن يكون قد وفق في الموازنة بين عالمي التراجيديا والمغامرة.
من جانبه، عبّر سليم أڨار عن رأيه بأن إسناد الإخراج لسليم حمدي كان ليكون خيارًا أفضل، نظرًا لتمكنه في هذا المجال، بدلاً من اللجوء إلى خبرة أجنبية، مشيرًا إلى أن الفيلم كان من الممكن تقديمه في قالب فيلم قصير بدلًا من فيلم طويل.
عاش الجمهور تجربة سينمائية مشوقة، حيث تفاعل مع لحظات الفرجة والأحداث الدرامية المثيرة التي قدمها الفيلم. كان العرض فرصة للاستمتاع بالمؤثرات النفسية والرمزية التي تميز العمل، بحضور منتجة الفيلم وأعضاء الطاقم الفني والتقني، إلى جانب عدد من الإعلاميين والنقاد الذين شاركوا في مناقشة تفاصيله وأبعاده الفنية.
يروي الفيلم للمخرج التركي مصطفى أوزغون قصة مشوّقة تجمع بين الدراما والغموض، حيث يتناول مصير شخصيتين رئيسيتين: أحمد، الذي يؤدي دوره الممثل القدير أحمد رزاڨ، وفريد، الذي يجسد شخصيته زكريا كريوات في أول تجربة له في فيلم طويل، وهو أداء حظي بإعجاب الجمهور.
وهو ينتمي إلى نوع الدراما والإثارة النفسية، حيث يعتمد على التشويق وتصاعد الأحداث الغامضة التي تكشف أسرار المكان والشخصيات. يتضمن الفيلم عناصر الغموض والتوتر النفسي التي تجعله أقرب إلى أفلام الإثارة والتشويق.
تبدأ الأحداث عندما يجد الشاب فريد نفسه عالقًا في منطقة نائية بعد تعطل سيارته أثناء عودته من الريف. بعد ساعات من البحث عن المساعدة دون جدوى، يكتشف بيتًا ريفيًا يبدو مهجورًا، حيث يلفت انتباهه كلب مربوط بالخارج. هناك، يعثر عليه أحمد، الرجل الغامض الذي يعيش في عزلة، ويقدّم له المساعدة بعد أن أغمي عليه من شدة الحرارة والإجهاد.
يطلب فريد المساعدة لمغادرة المكان، لكن أحمد يشترط عليه أولًا مساعدته في أعمال الحقل. يرفض فريد في البداية ويقرر المغامرة وحده، لكنه سرعان ما يجد نفسه تائهًا في الغابة، ليعود في النهاية ويقبل بالشروط. أثناء العمل، يبدأ فريد بملاحظة ظواهر غريبة ويكتشف أسرارًا غامضة تحيط بالمكان، ليجد نفسه في مواجهة مع المجهول. وبينما يحاول الهروب، يكتشف أن أحمد ليس كما يبدو، بل يخفي مفاجأة ستجعله يندم على اقترابه من هذا المكان، مدركًا أنه في قبضة رجل خطير لا يمكن التنبؤ بتصرفاته.
أعقب العرض نقاش مثمر حول الفيلم شارك فيها النقاد والجمهور، بهدف إثراء الحركة السينمائية الجزائرية، لتكون سمة هذه الأمسية هي الحضور اللافت للجمهور، مما جعل العديد منهم يشعرون بالتفاؤل بعودة قوية وملموسة لثقافة السينما الجزائرية، لا سيما وأن تلك الحقبة التي عرفتها الجزائر في السبعينيات تُعد من أبرز محطات تاريخ السينما الوطنية. واعتبر البعض أن الحدث يشكل طفرة نحو استعادة أمجاد السينما الجزائرية في العصر الحالي. يجدر بالذكر أن عرض الفيلم كان ضمن سلسلة العروض الشرفية التي ينظمها المركز الجزائري لتطوير السينما بالتعاون مع المركز الجزائري للسينما، تحت إشراف وزير الثقافة والفنون زهير بللو، على أن تستمر العروض في مختلف قاعات السينما عبر أنحاء الوطن وفقاً للرزنامة المحددة من الوزارة.
يذكر ان الفيلم عُرض الفيلم نفسه في إطار المنافسة الرسمية لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في طبعته الـ12، حيث كان هذا العرض بمثابة العرض العالمي الأول للفيلم في فئة الأفلام الروائية الطويلة. الفيلم الذي أنتج في عام 2024.
خليل عدة