رغم المبالغ المالية الضخمة التي استفادت منها بلدية عين ولمان الواقعة جنوب ولاية سطيف، إلا أنها لم تتمكّن من القضاء نهائيا على مشكل اهتراء الطرقات وغياب الأرصفة بمختلف أنحاء البلدية.
هو الواقع الذي أدّى إلى استياء السكان من الوضعية المزرية التي توجد عليها أحياؤهم، مما جعلهم يشددون على ضرورة تعبيد الطرقات التي تعيق عملية التنقل، والتي تعد هاجسا كبيرا بالنسبة لهم، أين قرروا توجيه شكاوى حول المشاكل التي تعانيها المنطقة إلى السلطات المعنية، حيث تحول كل من حي 360 مسكن و711 مسكن ببلدية عين ولمان إلى شبه قريتين معزولتين نظرا لافتقارهما لأدنى شروط العيش الكريم، بالرغم من توسطهما المدينة ولا يبعدان عن مقر البلدية سوى بضعة أمتار، مما جعل السكان يصرون على تجسيد مطالبهم القديمة الجديدة في تعميم التهيئة الحضرية، في ظل تقاعس السلطات المحلية على في أرض الواقع، الوضع القائم دفع بسكان الحيين بالتهديد بالخروج إلى الشارع وتنظيم وقفة احتجاجية، مطالبين بحقهم بالتهيئة العمرانية كون مجمّعهم السكني يعرف التهميش منذ عدة سنوات -حسبهم- مشيرين إلى أن وعود المنتخبين المحليين بقيت مجرد حبر على ورق، بالرغم من أنّ التهيئة الحضرية بمعظم هذه الأحياء كانت مطلبا ملحا لديهم، وذلك بالنظر إلى حجم المعاناة التي يعيشونها منذ سنة 1990، حيث أكّد أحد القاطنين بحي 360 أنّ طرق هذا الأخير تدهورت وضعيته بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وبات يصعب عليهم الخروج من منازلهم كلما تساقطت قطرات من المطر بسبب الأوحال التي تملؤها، ناهيك عن الحفر التي تمتلئ بالمياه مشكلة بركا كبيرة يصعب على المشاة والمركبات تجاوزها، أما الأرصفة فهي غائبة تماما عن الحي، والذي رغم حداثته على حد قول ذات المتحدث إلاّ أنّه أشبه بمنطقة ريفية.
من جهة أخرى، أبدى سكان حي 711 بنفس البلدية، غضبهم وامتعاضهم إزاء تنكر السلطات المحلية لجملة من الوعود الخاصة بإطلاق برنامج شامل يتضمن إعادة تهيئة جل طرقات وأرصفة الحي، حيث أكدوا أن معظم الطرقات ما تزال عبارة عن مسالك ترابية تملؤها الحفر والمطبات.
وما أثار حفيظة السكان أن السلطات المحلية أقدمت في الآونة الأخيرة على تعبيد مسالك جبلية، في حين أن حيهم يقع وسط المدينة ويعتبر من أقدم التجزئات السكنية، إلا أنه لم يشهد أية تنمية، ونظرا لتفاقم الوضع يطالب سكان الحي بالتدخل العجل لمسؤوليهم من أجل إعادة بعث الحياة في هذين الحيين، الذين يعاني قاطنوهما الكثير من المشاكل رغم الوعود المقدمة في الكثير من المرات.
شريف العلمي