يفتقر حي الحميز ، المتواجد ببلدية باب الزوار ، التي تبعد عن الجزائر العاصمة بمسافة 16 كم والواقعة شرق الولاية ، إلى أدنى خدمات الاجتماعية منها والصحية إضافة إلى خدمات الإرسال والإنترنت، بالرغم من كونها أنها المنطقة الاقتصادية الأولى للولاية لاحتوائها على العدد الهائل لمحلات البيع بالجملة والتقسيط..
في جولة قادتنا إلى البعض من أحياء منطقة الحميز كحي الحميز 05 والأحياء المجاورة لمقر الدرك الوطني وغيرها ، لاحظنا غياب الكثير من المرافق التي تخدم المواطن في شرق العاصمة ،حيث يعاني السكان من عدم وجود مركز طبي لتقديم الرعاية والخدمة الصحية والعمومية لهم .
و في حديث لنا مع بعض من سكان المنطقة أجمع الكل تذمّرهم من غياب الرعاية الصحية الذي شكل لهم نوعا من المعاناة اليومية بتحملهم مشاق التنقل فضلا عن التكاليف المالية الباهظة ، مطالبا السلطات المحلية البلدية و الولائية بالتدخل العاجل.
كما دعا أحد القاطنين بالحي وزارة الصحة إلى ضرورة الإسراع بفتح عيادة صحية ، معتبرا أن ذلك سيُساهم في تحسين وضع الخدمة العلاجية لأبناء المنطقة كما أشار عبد الرحمن المدعو بـ عمي رحموني إلى معاناة المرضى التي تتواصل لعدم قدرتهم على دفع التكاليف للانتقال إلى المراكز الصحية والمستشفيات في الحميز.
ولاحظنا غياب المباني التربوية والتعليمية كالثانويات مما يشكّل عائقا عويصا للمتمدرسين حيث يضطر هؤلاء إلى تغيير المنطقة كليا للالتحاق بالمقاعد الدراسية في ظروف أقل ما يقال عنها قاسية خاصة في فصل الشتاء باعتبارها منطقة فلاحبة فيما يضطر البعض الآخر إلى ترك الدراسة كما أشارت إحدى طالبات الحي والتي فضلت عدم ذكر اسمها إلى معاناتها وزميلاتها اليومية نتيجة قيامهنّ بقطع مسافات طويلة من اجل الالتحاق بالمدرسة الثانوية الواقعة ببلدية الحراش نظرا الحي من المدرسة واصفة ما يحدث باللاإنسانية نتيجة للتهميش من طرف الولاية.
ومن جهة أخرى ناشد السكان الجهات الرسمية لرعاية المنطقة والتجمعات النائية بتهيئة الطرقات وتعبيدها وإقامة فضاءات للترفيه وذلك باستغلال المساحات الأرضية غير المستعملة في غرس الأشجار مثلا لإعطائها حلة جديدة ومظهرا يليق بتجمع سكاني عوضا عن غرقها في الأوحال كون المنطقة الواجهة الأساسية للمستثمرين في المجال الاقتصادي من جميع أنحاء الوطن.
خدمة الهاتف الثابث والإنترنت غائبة !؟
وعلى صعيد آخر وفي ظل التهميش والإهمال حدثنا أبناء حي الحميز 05 عن افتقارهم لخدمة الهاتف الثابث ، بل حتى كوابل الثابت غير موجودة إضافة إلى ضعف شبكات الإرسال ، معبّرين عن استيائهم خاصة تلاميذ المؤسّسات التربوية وطلبة الجامعات الذين يجدون صعوبات جمة أثناء إعدادهم لمختلف البحوث ومذكرات التخرّج مردّدين شعار “إلى متى التهميش في عصر التكنولوجيا؟” ، حيث صرّح لنا أحد السكان أنهم بصدد تقديم شكوى جماعية إلى رئيس البلدية من أجل التدخل العاجل لفك العزلة عنهم وربط مساكنهم بخدمة الهاتف الثابث والإنترنت وأجهزة الإرسال اللاسلكية لتحسين وضع شبكات الاتصال الهاتفي، مضيفا أن إحدى المديريات التي تبعد عن مقر سكناه ببعض الأمتار تتوفر على خدمات الأنترنت ، في الوقت الذي تبقى بالنسبة لسكان حي الحميز 05 حلما صعب المنال.
نسرين جرابي