دعا النائب البرلماني عبد الوهاب يعقوبي، وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي بتقديم توضيحات بشأن ضمانات استيراد اللحم “الحلال” من فرنسا.
ووجه النائب عبد الوهاب يعقوبي، استجوابا إلى وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، لمطالبته بتقديم توضيحات بشأن الضمانات الموثقة التي تقدمها الحكومة للشعب الجزائري لاستهلاك هذه اللحوم، لكي لا يغرر به “فيصوم على الحلال ويفطر على الحرام”.
وأكد يعقوبي ضرورة التأكد من تطبيق الاتفاقيات بين الحكومة الجزائرية، لا سيما وزارتي التجارة ووزارة الشؤون الدينية، ومسجد باريس الكبير، لمراقبة استيراد اللحوم الحلال من فرنسا إلى الجزائر لتزويد السوق الوطنية بهذا الغذاء، خاصة في شهر رمضان المعظم.
ولفت الاستجواب إلى أنه تم تسجيل “فضائح كبيرة كشف عنها في وسائل الإعلام الفرنسية، تخص التلاعب الكبير بماركة اللحم الحلال التي توضع من قبل مؤسسات تجارية بمباركة مسجدية دون قيامها بأي مراقبة ميدانية”.
”و لا تخفى عليكم، الوزير، الفضائح الكبيرة التي تم الكشف عنها في وسائل الإعلام الفرنسية (وجلها موجود على اليوتيوب) عن التلاعب الكبير بماركة “اللحم الحلال” التي توضع من مؤسسات تجارية بمباركة “مسجدية” دون قيامها بأي مراقبة ميدانية، جريا وراء الربح السريع والحصول على مزيد من الإيرادات بوضع ختم الحلال تحت تصرف غير المسلمين ومن لا يعرفون أصلا الشروط الشرعية للذكاة التي تجعل اللحم حلالا للأكل (وليس مصروعا).”
وأشار إلى أن ذلك “بسبب الجري وراء الربح السريع والحصول على مزيد من الإيرادات بوضع ختم الحلال تحت تصرف غير المسلمين”.
توقيع اتفاقية “إشهاد حلال” بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ومسجد باريس
وقعت وزارة الشؤون الدينية و مسجد باريس على دفتر الشروط الخاص بإشهاد “حلال” بهدف وضع الإشهاد على مختلف السلع الاستهلاكية المصدرة من فرنسا نحو الجزائر.
أوضح وزير الشؤون الدينية يوسف بلمهدي أن “التوقيع على دفتر الشروط جاء بعد التشاور والتنسيق مع مصالح وزارة التجارة وترقية الصادرات, و قد صدر منذ يومين المقرر الذي يقضي بتفويض عملية إصدار الإشهاد لمعهد عبد الحميد بن باديس التابع لمسجد باريس, لإصدار هذه الوثيقة المهمة”.
وأضاف أن “الدفتر سيحدد آلية العمل وكيفية إصدار الإشهاد حسب طبيعة المواد الاستهلاكية المصدرة من فرنسا نحو الجزائر والشروط التي يتوجب أن تقوم بها اللجنة المؤهلة لمتابعة تلك المواد وآليات المراقبة “, مشيرا إلى أنه “سيتم تعيين وتكليف شباب من ذوي الاختصاص بفرنسا لتكوين شبكة مراقبة لتلك المواد مع إمكانية توسيع ذات الشبكة لاحقا نحو باقي الدول الأوروبية”.
مسجد باريس المفوض الوحيد لوضع وسم “حلال”
سلّمت وزارة التجارة وترقية الصادرات مقرر يتضمن تفويض المعهد الإسلامي لمسجد باريس الكبير في مجال الإشهاد “حلال”, ليصبح بذلك المخول الوحيد لوضع هذا الوسم على كافة السلع الاستهلاكية المصدرة من فرنسا نحو الجزائر.
وفي كلمة له بالمناسبة, قال عميد مسجد باريس الكبير إنّ منح مثل هذا التفويض يعد “التفاتة طيبة للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج” مؤكدا أن “مسجد باريس سيكون أهلا للثقة التي وضعتها فيه الدولة الجزائرية”، وأكد أنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية حتى يكون الوسم “حلال” إشهادا حقيقيا.