من المتوقع ان يشهد قطاع الطيران المدني والنقل الجوي بشكل عام في الجزائر ، قفزة نوعية خلال السنوات المقبلة لاسيما مع الصفقات الجديدة التي تعمل عليها الخطوط الجوية الجزائرية حاليا من أجل اقتناء طائرات جديدة و تدعيم اسطولها الجوي فضلا عن دخول مرتقب لمتعاملين وطنيين خواص في القطاع خلال وقت قريب.
يملك القطاع مقومات كبيرة من أجل يصبح محورا مهما في الاقتصاد الوطني لاسيما مع الأعداد المتنامية للمسافرين عبر الطائرات في الفترة الأخيرة ، و خلال شهر أكتوبر الماضي اكد الوزير السابق للنقل محمد لحبيب زهانة ان أكثر من 8 ملايين مسافر تنقلوا جوا عبر 36 مطارا في الجزائر خلال السداسي الأول من السنة الجارية 2024 .
ويبدو هذا الرقم إيجابيا على اعتبار ان السنة الماضية 2023 شهدت بأكملها قرابة 7 ملايين مسافر عبر الخطوط الوطنية الجزائرية في الرحلات الداخلية وذلك ضمن حوالي 15 مليون مسافر عبر مختلف خطوط الطيران بما فيها الدولية ومما زاد من أهمية القطاع هو كونه يضمن حوالي 65 بالمائة من التنقلات الدولية بين الجزائر والبلدان الأخرى.
ووفق ما أكده مسؤولون في قطاع النقل ، في وقت سابق ، فإن السلطات العمومية هي حاليا بصدد دراسة ثلاثة ملفات لمتعاملين وطنيين خواص من أجل ولوج قطاع النقل الجوي في الجزائرحيث يهدف هذا الاجراء الى إضفاء مزيد من النوعية على خدمات النقل الجوي في البلاد كما يهدف من جهة أخرى الى ضبط أسعار الرحلات الجوية ولاسيما بالنسبة للرحلات الجوية بين الجزائر و فرنسا التي تشهد سنويا ضغطا كبيرا خلال موسم الاصطياف بالنظر الى وجود جالية جزائرية كبيرة في هذا البلد الأوروبي.
وتجد الخطوط الجوية الجزائرية نفسها الى حد الان كلاعب وحيد تقريبا في القطاع و بالرغم من ان هذه المؤسسة العمومية العريقة تتعرض الى منافسة شرسة على الخطوط الدولية و لاسيما من طرف شركات طيران فرنسية إلا أنها استطاعت الحفاظ على حصة معتبرة من السوق في هذا الاطار حيث امنت الشركة الجزائرية رحلات 2,4 مليون مسافر عبر الرحلات الدولية خلال السداسي الأول من السنة الجارية 2024 و ذلك من ضمن عدد إجمالي من المسافرين يصل في هذا الاطار الى 3,6 مليون مسافر خلال نفس المدة وذلك مع وجود حصة أقل لصالح الخطوط الجوية ” طاسيلي” التابعة لمجمع “سوناطراك” العمومية النفطي.
وبالرغم من ان دخول متعاملين وطنيين خواص يحتاج الى استثمارات مالية مهمة الا ان وجود الرغبة في هذا الإطار لدى السلطات العمومية و المتعاملين معا قد يعمل على تذليل الصعاب و تحقيق نتائج إيجابية لفائدة هذا القطاع لاسيما و ان هذا الأخير يستعد لاستقبال أولى الطائرات الجديدة التي طلبتها الخطوط الجوية الجزائرية ضمن صفقة كبرى تشمل 15 طائرة جديدة مع مصنعين عالمين هما الفرنسي ” ايرباص ” و الأمريكي “بوينغ” وذلك فضلا العمل الجاري لفتح خط جوي جديد بين الجزائر و الولايات المتحدة الامريكية والمساعي لتوسيع عدد من المطارات الجزائرية.
عزيز لطرش