رجح رئيس مجلس الشورى الأسبق لحركة مجتمع السلم، عبد الرحمان سعيدي، عودة الحركة إلى ما يعتبره ” النهج الذي رسخه رئيس حركة حمس الراحل الشيخ محفوز نحناح وهو النهج الوسطي المعتدل والحوار والمشاركة”، قائلا إن التحدي الأكبر الذي ينتظر حمس الآن ليس من سيقودها في المرحلة القادمة، بل الاتفاق على الخطاب السياسي الذي ستنتهجه خلال المرحلة القادمة والذي كان تشاركيا وصار معارضاتيا.
وقال عبد الرحمان سعيدي، في تصريح لـ ” الجزائر الجديدة ” عشية انعقاد المؤتمر السابع لحمس، إن مسألة النهج الذي ستسير وفقه الحركة خلال المرحلة القادمة أي العودة إلى أحضان الحكومة أو البقاء في المعارضة غير مطروحة للنقاش تماما في المؤتمر الذي سيلتئم بعد 48 ساعة من هذا التاريخ”. مضيفا ان ” فهذه القضية سيحسم فيها في أول اجتماع لمجلس الشورى الوطني الذي سينعقد بعد أسبوعين من انعقاد المؤتمر”.
وكان الاجتماع الماضي لمجلس الشورى الوطني قد فصل في هذه النقطة، باعتبار مسألة المشاركة في الحكومة “تخضع للظروف السياسية العامة ونتائج الانتخابات والبيئة السياسية وهي خطوط عريضة تساعد مجلس الشورى الوطني على اتخاذ القرار المناسب”.
ويؤكد المتحدث أن المؤتمر السابع مفتوح على كل الاحتمالات، خاصة في ظل بروز أصوات جديدة كانت تعارض في بادئ الأمر فكرة النهج الوسطي المعتدل ورافعت لصالح المعارضة.
وألقى الصرع القائم في أعلى هرم القيادة بظلاله على الصفحات الخاصة بحمس على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أكدت وجود انقسام واضح داخل أكبر حزب إسلامي في البلاد، وتيارين يتصارعان بهدف فرض تواجدها، التيار الأول الدي يقوده الرئيس الحالي لحركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، الذي يصر على رئاستها وتثبيت موقعها في المعارضة وتيار آخر يقوده الرئيس السابق أبو جرة سلطاني، الذي ينادي بضرورة العمل بنهج الراحل محفوز نحناح، هذا الأخير الذي تمكن من توسيع دائرة أنصاره بعد بروز ” كتلة صامتة ” أعلنت مؤخرا عن انسحابها في صمت وتأجيل معركتها إلى المؤتمر السابع تضم أبرز المقربين من عبد الرزاق مقري.
وكان أهم ما زاد من حدة الاحتقان القائم في صفوف الحركة، الرسائل المشفرة التي يبعث بها من الحين إلى الآخر كل من الرئيس الحالي عبد الرزاق مقري والرئيس السابق أبو جرة سلطاني الذي لم يكشف لحد الآن عن نيته في العودة إلى رئاسة حمس.
وبخصوص الأسماء المتداولة لرئاسة حركة مجتمع السلم خلال 5 سنوات القادمة، قال رئيس مجلس الشورى الأسبق إنه ومن أخلاقيات الترشح للرئاسة هو أن المترشحون لا يرشحون أنفسهم بل يترشحون بطلب من القواعد، فهناك عدة أسماء مطلوبة في الهياكل كالرئيس السابق لجبهة التغيير عبد المجيد مناصرة وأبو جرة سلطاني وأبو بكر قدودة ونعمان لعور، ويقول المتحدث في هذا السياق إن هوية الرئيس القادم لم تتضح بعد بالنظر إلى الحراك القائم في الكواليس فكل تيار يدفع بثقله ويمارس ضغوطات لضمان تموقعه خلال السنوات القادمة. ومن المرتقب أن يشرع المندوبون في التوافد، اليوم الأربعاء، وستكون أمامهم ملفات ثقيلة أبرزها تحديد تركيبة مجلس الشورى القادم، والرئيس الجديد للحركة، وحسب المعطيات التي تحوز عليها ” الجزائر الجديدة ” فلن يكون هذا المؤتمر بالعادي في ظل سعي كل تيار للضغط على مندوبي المؤتمر وإقناعهم بأفكاره وتوجهاته.
فؤاد ق