حرب طاحنة بين الجزائر وفرنسا ساحتها الطابور الخامس، الذي تحاول باريس تفعيله هذه الأيام بشكل فج ضد الجزائر ومصالحها العليا، في مشهد يؤكد عجز ماكرون عن فرض منطقة انطلاقا من طريقة تعاطيه السابقة مع الملف الجزائري، الذي بات جد مرهق لصناع القرار في باريس، وهو يقفون على ضياع نفوذهم على مستعمرتهم السابقة دون أن ينقذوا ما يمكن إنقاذه.
ما يطبع المشهدين السياسي والإعلامي في باريس هذه الأيام يؤشر على أن ورقة السلطات الفرنسية المتمثلة في توظيف وجوه من الطابور الخامس، في صورة كل من الكاتب المزعوم، بوعلام صنصال، والروائي السارق، كمال داود، للإساءة إلى الجزائر، ارتدت على أصحابها، وقد تبين أن الرجلين ما هما إلا بيدقين بيد المستعمرة السابقة، وقد فشلا في تحقيق ما تم التخطيط له.
فكمال داود تبين أنه روائي يفتقد إلى الأخلاق الإنسانية وقد قام بالسطو على قصة لحالة إنسانية مؤلمة مهربة من مأساة تسعينيات القرن الماضي، في مشهد انتهازي مقزز، والمثير للاشمئزاز هو أن هذا الشخص الموصوف مجازا بالروائي الناجح، هو في الواقع مجرد سارق موصوف بالدليل والبرهان، وقد بدأت الدائرة تدور عليه، في المكان والزمان حيث اعتقد واهما أن فرنسا التي أفرشت له البساط الأحمر، أنها ستحتضنه وستدافع عنه إلى آخر لحظة.
اليوم وبعدما انكشفت حقيقة كمال داود كسارق موصوف متجرد من أبسط القيم الإنسانية، بدأ لمعانه يخفت في الصالونات والمنابر الاعلامية والسياسية في باريس، تمهيدا لموته الأدبي والروائي كبطل من أبطال جائزة “الغونكور“، التي لا تمنح إلا لمن باع أصله وعرضه وخان قيمه وهويته.
أما البيدق الثاني، فهو الكاتب الفرنسي المغمور ذو الأصول الجزائرية، بوعلام صنصال، الذي شتم وطنه وأهان رموز استقلال بلاده، في مشهد لا يحدث إلا في فضاء يتحرك فيه الطابور الخامس. فهل يعقل أن شخصا يعتبر مثقفا في منظور الساسة في باريس، أن يمنح جزء من أراضي وطنه لعدوه اللدود النظام المغربي المتربص، وهل هناك أقذر من أن يصف هذا الكاتب المزعوم، مجاهدي الثورة التحريرية بالإرهاب، وهم الذين جلبوا للجزائر استقلالها وعزتها بعد أزيد من قرن من الزمان من احتلال فرنسي وحشي وهمجي ؟
من الطبيعي أن يتباكى الساسة في باريس وإعلامهم الموتور على سقوط وجها من وجوه الخيانة والقذارة، بينما كان بصدد زيارة الوطن الذي شتمه، بعدما ترعرع فيه وتعلم فيه أبجديات القراءة والكتابة إلى أن اشتد ساعده، فجعل منه أداة لطعنه بل أن يجعل منه ساعدا للمساهمة في بنائه إلى جانب بقية الجزائريين.
من العيب على الفرنسيين الذي يزعمون التشبث بقيم الحرية أن يجعلوا من الخيانة وجهة نظر عندما يتعلق الأمر بالجزائر وبغيرها من البلدان التي تعرضت للاستعمار، وهم الذين يعتبرون الخيانة خيانة عندما يتعلق الأمر بوطنهم فرنسا، كما فعلوا مع الماريشال بيتان، الذي تعامل مع الألمان.. أيها الساسة الفرنسيون المنافقون، ألا تستحون؟