يشهد قطاع النقل بولاية سطيف فوضى عارمة حالت دون أن تكون الخدمات العمومية المقدمة للمسافرين في مستوى تطلعاتهم، ويظهر ذلك الوضع لزائر الولاية منذ الوهلة الأولى على مستوى مختلف المحطات، في حين ينتظر سكان الولاية وزوارها زمن الترامواي للتنقل بأريحية وسط المدينة.
قطاع النقل بات في نظر المتتبعين ضمن القطاعات الأكثر فوضى بالولاية، الأمر الذي فتح المجال واسعا للناقلين أن يفرضوا منطقهم على المواطنين، علما بأن الوضع يحدث في ولاية معروفة بالكثافة السكانية التي فاقت المليونين نسمة، وتقع في منطقة استراتيجية تتوسط الشرق الجزائري، ناهيك عن دورها الاقتصادي باعتبارها قبلة لعدد كبير من الزوار المتوافدين إليها من مختلف جهات الوطن، إلا أن مستوى النقل لم يرق لطموحات المواطنين، وتعد هذه الفوضى أحد الأسباب الرئيسية للاختناقات التي تشهدها عاصمة الولاية خاصة، كما أن المخطط الساري المفعول راهن في هذا القطاع أصبح لا يستجيب لمتطلبات المواطنين في هذه الخدمة، سواء فيما يخص خطوط النقل أو المحطات المنعدمة في معظم بلديات الولاية، وغياب الواقيات التي تحمي المسافرين من حر الصيف وبرد الشتاء وتوفر أدنى الخدمات.
وبعاصمة الولاية التي قتلت فيها الحركة بسبب الاختناقات والازدحام، ناهيك عن ضجيج الحافلات الهندية “طاطا” وشقيقاتها التي فرضت على السكان حياة الثمانيات، وفي ظل هذا الوضع ينتظر السكان على أحر من جمر موعد دخول مشروع الترامواي حيز الخدمة، ما يسهل على السكان التنقل بأريحية بين أحياء مدينة سطيف.
أزيد من 17 بلدية بدون محطة نقل
يشتكي المواطن من جهة والناقل من جهة أخرى من غياب محطات تتوفر على المواصفات المعمول بها والتي توفر شروط الراحة للمواطن عبر معظم بلديات الولاية ، خاصة في المنطقة الشمالية للولاية، التي تحوي أزيد من 17 بلدية ولا تتوفر على أي محطة، أين ما يزال يتخذ الناقلون الساحات العمومية وحواف الطرقات مكانا للتوقف، ما يتسبب في خلق ازدحامات واختناقات في بعض المناطق كمدينة بوعنداس، بوقاعة وتيزي نبراهم ، في حين تشهد جل المحطات المتواجدة ببعض الدوائر الأخرى وضعيات متباينة من حيث عدم قدرتها على استيعاب الكم الهائل من المسافرين وقلة وسائل النقل، علاوة على افتقارها للتهيئة المطلوبة، وهو ما يزيد من متاعب المسافرين، حيث تعرف المحطة البرية بمدينة بوقاعة وضعية كارثية نتيجة سوء التسيير وغياب الأمن، إذ تشهد المحطة شجارات عنيفة بين الناقلين حول أولوية نقل المسافرين، وحول مكان توقيف وركن الحافلات، بالإضافة إلى الأرضية الممتلئة بالحفر وغير المهيأة، مما يجعل المسافرين يعانون الأمرين، خاصة فصل تساقط الأمطار، نفس الوضع تشهده محطة العلمة جنوب الولاية والتي اختلط فيها الحابل بالنابل، على اعتبار أن المنطقة تستقطب أعدادا هائلة من المسافرين يوميا لاحتوائها على سوق دبي المعروف.
حافلات ”عجوز” وراء اختناق المدينة
أكد لنا مصدر مسؤول أن المشكل الكبير الذي تسبب وبنسبة 50 بالمائة من اختناق مدينة سطيف هو ما يسمى بحافلات الموت، التي غزت مختلف الخطوط الحضرية، والتي من المفترض أن تستبدل كونها معظمها يعود إلى موضة السبعينات والثمانينات، خاصة في ظل دعوات المختصين بضرورة توقيف هذه الوسائل التي تشكل خطرا على صحة الإنسان، والحافلات التي احترقت مؤخرا بوسط المدينة وهي مملوءة بالمسافرين خير دليل على ذلك، بالإضافة إلى تأثيراتها السلبية على الجو، فدخان المحركات الذي تفرزه هذه الحافلات يشكل حسب الأطباء خطرا كبيرا على صحة المسافر وسكان المدينة على حد سواء، إضافة إلى حجمها الكبير، والتي يفوق طولها 12 مترا، وبمرورها عبر بعض الأحياء الضيقة كحي يحياوي تشكل اختناقات كبيرة، وبالتالي القضية حسب ذات المصدر يجب أن تتخذ بعين الاعتبار في المخطط المروري الجديد التي تم الحديث عنه مؤخرا.
شريف العلمي