عاد مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، هذا العام في طبعته الثانية عشرة بعد غياب دام أكثر من ست سنوات، المهرجان جاء في هذه الطبعة بفريق شاب ورؤية جديدة بقيادة الفنان الشاب عبد القادر جريو، و يهدف إلى إعادة الروح للسينما الجزائرية بعد مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي .
تزامن هذا المهرجان مع تدشين المعهد العالي للسينما، الأول من نوعه في الجزائر، الذي قالت بشأنه وزيرة الثقافة مولوجي بأنه جاء بأكثر تخصص و مهنية و يستهدف تكوين سينمائيين متشبعين بالهوية الوطنية و الخصائص الثقافية للبلد و يدعم تنوع التخصصات و المهن في الجامعة الجزائرية.
فرحت كثيرا و أنا أتابع من بعيد مشروع المعهد لما كان بيد الزميل و الصديق حسين سعدي و فرحت أيضا بعودة مهرجان وهران.
و لكن هل بتدشين هذا المعهد السينمائي و بعودة مهرجانين كافية لنهوض بهذا القطاع الهام و الحيوي و هو الجندي الأمامي للدفاع عن الهوية الوطنية و مكتسباتها و تاريخها أمام أعداء الوطن من جار السوء و التيار التغريبي ؟
فرغم وجود طاقات شابة ومواهب جديدة، تبقى ضعف البنية التحتية و ضعف التسويق و التوزيع محليا و خارجيا، بالإضافة إلى نقص التمويل و هو الأهم في نظري من أهم تحديات السيدة الوزيرة و أهل القطاع للنهوض به، فلا يعقل أن ننتج فيلما سينمائيا بمعايير دولية بخمسة ملايير سنتيم أو حتى عشرة و نطالب المنتجين بالنوعية.
أحمد درويش