ثمن اليوم وزير الطاقة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، عاليا موقف الجزائر ومبادرة السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بخصوص دعم لبنان لتجاوز أزمة انقطاع الكهرباء.
هذا وقد وصلت مساء اليوم الثلاثاء، أول شحنة من الفيول الجزائري إلى ميناء طرابلس اللبناني، قادمة من ميناء سكيكدة البترولي، في إطار دعم الجزائر للبنان بهدف مساعدته على تجاوز أزمة الكهرباء التي يمر بها، حسبما أفاد به بيان لمجمع سوناطراك.
وصرّح وزير الطاقة اللبناني، بأن الوقود الجزائري يتميز بجودة عالية ويُعتبر من الأفضل في الأسواق العالمية
وأشاد الوزير بجهود الجزائر في دعم لبنان بالطاقة، وأكد أن الوقود الجزائري يلبي المعايير الدولية ويتميز بكفاءته العالية ومواصفاته المتفوقة.
كما اعتبر الوزير اللبناني، أن الوقود الجزائري من بين الخيارات المفضلة على المستوى الدولي، نظرًا لجودته العالية والتزام الجزائر بتقديم منتجات طاقوية تتوافق مع أفضل المعايير العالمية.
في حين، أعلن وزير الطاقة اللبناني، اليوم الثلاثاء، وصول ناقلة النفط “كام الين” المحمّلة بـ 30 ألف طن من الوقود الجزائري إلى الزهراني شمالي لبنان، وبدأت إفراغ حمولتها ما يسمح برفع التغذية بالتيار الكهربائي إلى ما بين 4 و6 ساعات.
وجاء في البيان أنه “تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون القاضي بدعم لبنان الشقيق بالطاقة ومساعدته على تجاوز أزمته الحالية، تعلن سوناطراك عن وصول شحنة من مادة الفيول إلى ميناء طرابلس اللبناني، على متن ناقلة عين أكر التي انطلقت من ميناء سكيكدة البترولي” يوم 22 أغسطس الجاري.
وتقدر هذه الشحنة بـ 30 ألف طن من مادة الفيول، موجهة لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد، يضيف المصدر ذاته.
ويتميز هذا الوقود بجودته “العالية” من حيث الكفاءة الطاقوية وانخفاض محتواه من الكبريت، وهو ما يعد مطلبا ضروريا لإنتاج الكهرباء، وفقا للمصدر ذاته.
و”تعكس هذه المبادرة التضامنية التي تهدف إلى مساندة الشعب اللبناني الشقيق في محنته العصيبة، الروح الإنسانية والتضامنية التي تسود العلاقات بين الجزائر ولبنان”، حسب البيان.
من جانبه، “رحب وزير الطاقة والمياه اللبناني، وليد فياض، بهذه الهبة التضامنية، معربا عن شكره لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون والشعب الجزائري على هذه المبادرة”.
وفي 17 أوت، انقطعت الكهرباء في جميع أنحاء لبنان، بما في ذلك المطار ومرفأ العاصمة بيروت والسجون ومرافق الصرف الصحي وضخ مياه الشرب، بعد خروج آخر مجموعة وحدات إنتاجية بمعمل الزهراني عن الخدمة، جرّاء نفاد الوقود المشغل لها، ما أدى إلى توقف التغذية بالتيار الكهربائي كلياً، إلى أن أعلنت الجزائر المبادرة بتزويد لبنان بالنفط وشحنات الوقود الجزائري، ومساعدته تالياً على تجاوز الأزمة.
وبدأت التحقيقات في لبنان بأزمة الكهرباء التي ضربت البلاد في 17 أغسطس، إثر الكتاب الرسمي الذي حوّله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى رئيس هيئة التفتيش المركزي، بحيث استمع النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، إلى إفادات ميقاتي وفياض ورئيس مجلس الإدارة في مؤسسة الكهرباء كمال حايك.
ويشهد لبنان أزمة كهرباء مزمنة، في ظلّ غياب الإصلاحات الجذرية في القطاع وارتفاع نسبة الهدر والفساد فيه، علماً أنّ الدولة رفعت التعريفة أضعافاً، ما زاد من معاناة المواطنين الذين يعانون أيضاً فواتير باهظة للمولدات الخاصة، بيد أن الأزمة لم تُحلّ.
ووضع البنك الدولي شروطاً لمساعدة لبنان في دعم قطاع الكهرباء وتمويله، منها خضوع المؤسسة للتدقيق المالي وإنشاء هيئة ناظمة للقطاع، وغيرها من الإصلاحات التي تُعدّ أساسية وضرورية، وتمثل مساراً إلزامياً لدعم البلاد مالياً.