أمر الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، حمزة بن حمودة، بتشكيل لجنة خاصة على مستوى الشركة تعنى بإعادة دراسة أسعار الرحلات الجوية، وسبق وأن تلقت الشركة العشرات من الشكاوي حول غلاء أسعار التذاكر لا سيما خلال موسم الاصطياف.
وكشف النائب البرلماني قادة نجادي، في منشور مقتضب على “الفايسبوك” أن “هذه اللجنة حدد تاريخ عملها لمدة شهرين كأقصى حد، هدفها تخفيض الأسعار حفاظًا على جيب المواطن لكن دون الضرر بالجانب الاقتصادي للشركة”.
وكان هذا المطلب محور مساءلات برلمانية خلال اللقاء الذي جمع أعضاء لجنة النقل والمواصلات والاتصالات السلكية واللاسلكية، بوزير النقل محمد الحبيب زهانة والرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية والرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، الرئيس المدير العام لشركة تسيير الخدمات ومنشآت مطار الجزائر ومدير الوكالة الوطنية للطيران المدني بالإضافة إلى مدراء كل من “ETUSA”، “SNTF”، “ENTMV”، “SOGRAL“.
وخلال اللقاء الذي استغرق عدة ساعات في النقاش، أجرى النائب قادة نجادي مقارنة بين أسعار رحلتين جويتين الأولى تربط بين مدينة العاصمة الجزائرية ومطار برشلونة الإسباني، وقال إن “مسافة الرحلة تقدر بـ 600 كلم أما الوقت المستغرق للسفر انطلاقا من لحظة المغادرة وإلى غاية الوصول يقدر بساعة ونصف من الزمن ويقدر سعر التذكرة 45000 دج بينما يقدر سعر الرحلة من ولاية وهران إلى أليكانت الإسبانية بـ 68000 دج رغم أن مسافة الرحلة تقدر 300 كلم ولا يتجاوز وقتها المستغرق 45 دقيقة”، وتساءل النائب عن “أسباب الارتفاع القياسي والمفاجئ في أسعار الرحلات الجوية في السنوات الأخيرة”.
وباشرت شركة الخطوط الجوية الجزائرية، انطلاقا من هذا الموسم، سلسلة من التخفيضات الكبرى على أسعار التذاكر من وإلى وجهات دولية هامة لا سيما فرنسا التي تعرف تمركز أعلى نسبة من الجالية الجزائرية، ومقارنة مع السنوات الماضية، فقد كانت تخفيضات الخطوط الجوية الجزائرية هذا العام الأعلى.
وحسبما أوضحه النائب البرلماني، فإن التخفيضات في الأسعار من شأنها أن تساهم في رفع مداخيل هذه الشركة التي أحصت وحسب أرقام رسمية مبيعات غير مسبوقة خلال الفترة الممتدة بين 29 جانفي و24 مارس الماضي تتجاوز 47 ألف تذكرة، وتزامنت هذه المبيعات القياسية مع تخفيضات كبرى أقرتها الشركة في الأسعار، وهذا مقارنة بالسنة الماضية وبالتحديد خلال الفترة الممتدة بين 21 مارس و 10 ماي حيث لم يتجاوز عدد التذاكر المسوقة 31 ألف تذكرة بسبب توقيت الإعلان عن التخفيضات والتي كانت قبل بداية رمضان فالكثيرون لم يتمكنوا من برمجة رحلاتهم.
وقالت الشركة إن “الارتفاع المسجل في المبيعات يأتي في سياق تخفيضات كبيرة أقرتها الخطوط الجوية الجزائرية في أسعار التذاكر سبق وأن أمر بها الرئيس عبد المجيد تبون من أجل تسهيل قدوم أبناء الجالية الوطنية من الخارج إلى أرض الوطن خلال شهر رمضان، وتصل نسبة التخفيضات إلى 50 بالمائة”.
وأظهرت الشركة “استعدادها لتحسين وترقية خدماتها وبلوغ أعلى مستوى من الجودة وتطوير الخدمات المقدمة تلبية لتطلعات واحتياجات الزبائن والمسافرين”.
وعرفت الشركة في الأشهر الأخيرة أو حتى في السنوات الأخيرة “عدم استقرار في إدارتها”، وكان آخر تغيير إقالة الرئيس عبد المجيد تبون في منتصف فيفري الماضي مدير الجوية الجزائرية ياسين بن سليمان وعين المدير العام لوكالة الطيران المدني حمزة بن حمودة خلفا له.
وتزامنا مع هذه التغييرات، وجهت النقابة الوطنية لطياري الخطوط الجوية الجزائرية، أصابع الاتهام نحو الفريق الإداري السابق الذي كان يشرف على تسيير الشركة مسؤولية الأوضاع الصعبة التي تعاني منها، وطالبوا الإدارة الجديدة بوضع تصور لما يمكن فعله لإيجاد مخارج للمشكلات التي تواجهها الشركة.
وانتقدت النقابة وبشدة “الأوضاع الصعبة التي تعيشها المؤسسة بسبب القرارات غير المدروسة من قبل الإدارة السابقة”، التي كان الرئيس تبون قد أقالها. وأشار البيان إلى أن الفريق الإداري السابق “يتحمّل مسؤولية ما آل إليه وضع المؤسسة والطيارين الذين يعانون من مشكلات كبيرة”.
وسابقا حذرت النقابة مرارا وتكرارا من مخاطر الإدارة السابقة، وطالبت بالعمل على وضع “تصورات حقيقية لإيجاد حلول فورية للوضع الذي تمر به باعتبار أن مساهمة الطيارين في تألقها أمر أساسي ولا يجب حصره في زاوية محددة لا سيما مع اقتراب موسمي الحج والاصطياف لعام 2024”.
فؤاد ق