لم يتوقف اليمين الفرنسي منذ مدة عن مطالبة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بدعم أطروحة الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية، غير أن ماكرون بقي صامدا في وجه هذه المطالب، فهل سيتغير الموقف الفرنسي أخيرا ويعرض العلاقات مع الجزائر إلى مخاطر حقيقية؟
وفي حوار لصحيفة “ويست فرانس“، قال وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، إنه سيعمل من أجل تحقيق التقارب بين فرنسا ونظام المخزن المغربي، بناء على طلب من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي حثه على الاستثمار في العلاقات الفرنسية المغربية، كما قال.
وحرص رئيس الدبلوماسية الفرنسية على التأكيد أنه سيعمل بصفة شخصية على تحقيق التقارب بين الرباط وباريس، من أجل حل الخلافات التي خيمت على العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، مؤكدا أنه أجرى العديد من الاتصالات مع نظرائه في نظام المخزن منذ تقلده المنصب الجديد في الثاني عشر من الشهر المنصرم.
وفيما بدا محاولة لامتصاص غضب النظام المغربي الذي تلقى الكثير من الإهانات في الآونة الأخيرة من قبل السلطات الفرنسية، وعلى رأسهم الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي شتم العاهل المغربي محمد السادس، في اتصال هاتفي سابق، كما قال الكاتب المغربي المعروف بدعمه للنظام المخزن، الطاهر بن جلون، قال سيجورني لقد كانت “فرنسا دائما في الموعد، حتى فيما يتعلق بالقضايا الحساسة مثل الصحراء الغربية، مشيرا إلى “دعم فرنسا الواضح والمستمر لخطة الحكم الذاتي”، التي أصبحت بزعمه حقيقة واقعة منذ 2007″، وهي السنة التي تشير لطرح المخزن لهذه المبادرة لحل نزاع الصحراء الغربية المحتلة.
وشهدت العلاقات الفرنسية المغربية خلال الأشهر الأخيرة حالة من القطيعة، وصلت حد غياب السفيرين عن العاصمتين، تأكيدا على وجود أزمة، وعلى الرغم من عودتهما لاحقا، إلا أن ذلك لم يغير من الوضع كثيرا، بحيث تبقى باريس رافضة للتجاوب مع مطلب النظام المغربي بالاعتراف بالسيادة المغربية المزعومة للمخزن على الصحراء الغربية المحتلة.
وبحسب ما جاء على لسان وزير خارجية فرنسا في الحوار، فإنه سيعمل ما بوسعه لتحقيق التقارب مع المغرب وفق احترام تام للمغاربة، غير أنه لم يشر إلى أي مدى سيصل ما يخطط له، وهل يمكن أن يتجرأ على معاكسة الجزائر والارتماء في أحضان الجارة الغربية، التي لا تزال تحت صدمة عدم مسايرة باريس لأحلامها التوسعية، وذلك بالرغم من أن فرنسا تعتبر المدافع الأول مع نظام المخزن منذ اندلاع الأزمة الصحراوية في منتصف سبعينيات القرن الماضي.
ويرى المتابعون أن أي تهور من قبل السلطات الفرنسية في دعم أطروحة نظام المخزن المغربي في الصحراء الغربية، سينعكس سلبا على العلاقات مع الجزائر، وهو الأمر الذي يحذر منه العارفون بخبايا العلاقات بين الجزائر وباريس.
علي ب.