تشكل أحداث ساقية سيدي يوسف التي يحيي الشعبان الجزائري والتونسي غدا الخميس ذكراها ال66 رمزا للنضال المشترك والصمود من أجل التحرر والاستقلال وشاهدا حقيقيا على روح التضامن والتآخي الذي ما فتئ يتعمق على المستويين الرسمي والشعبي.
ولطالما شكلت هذه المجازر التي تبقى من أبشع ما اقترفته فرنسا الاستعمارية, محطة كبرى في تاريخ نضال البلدين وحدت مصيرهما المشترك, لرمزيتها في إرساء التلاحم بين أبناء الجزائر وتونس, و تمجيدا لتاريخهما المشترك بامتزاج دماء شهدائهما, حيث لم تزد هذه الأحداث أبناء تونس حينها إلا إصرارا على الوقوف إلى جانب إخوانهم الجزائريين.
وما زال تاريخ 8 فبراير من كل سنة, يوما مشهودا في علاقات البلدين, يعكس مدى وحشية الاستعمار الفرنسي الذي قصف آنذاك منطقة ساقية سيدي يوسف التونسية بحجة ملاحقة مجاهدي جيش التحرير الوطني من جهة, ويعطي دافعا قويا في تقوية العلاقات الثنائية التي أخذت صفة الصلابة والمتانة من خلال التمسك بمنظومة القيم المشتركة بين البلدين ونضالهما الموحد من جهة أخرى.
وقد استهدف الهجوم الفرنسي البشع على ساقية سيدي يوسف مدنيين جزائريين وتونسيين وسخرله المستعمر 25 طائرة أسفر عن سقوط 79 شهيدا من بينهم 14 طفلا و20 امرأة و إصابة 130 آخرين بالإضافة إلى تدمير القرية.
بالمناسبة ، أكد رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، اليوم الأربعاء، أن المجازر شاهد على تلاحم الشعبين الجزائري والتونسي ورمزا لنضالهما ضد الاستعمار
وكتب رئيس مجلس الأمة في صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي: “نحيي الذكرى 66 لمجازر ساقية سيدي يوسف الشاهد على تلاحم الشعبين الجزائري والتونسي، ورمز نضالهما ضد الاستعمار”.
وأضاف قوجيل أن هذه الذكرى “ستبقى محفوظة في ذاكرتنا رمزا لوحدة الشعبين الشقيقين، وشاحذا لهممنا نحو رفعة بلدينا وفق رؤية الأخوين القائدين”.