خلفت البرقية التي أوردتها وكالة رويترز، نقلا عن مصادر جزائرية بقطع الغاز الجزائري عن إسبانيا في حال سيطرة شركة “طاقة الإماراتية” على أسهم “ناتورجي” الإسبانية، حالة من الاستنفار لدى الأوساط الإعلامية في إسبانيا، والتي راحت تتحدث عن مخاطر هذا الاستحواذ على المصالح الطاقوية الإسبانية.
وكتبت صحيفة “إل كونفيدونسيال” الإسبانية مقالا جاء تحت عنوان “تواجه الحكومة استحواذ الإماراتيين على شركة ناتورجي وسط صراع بين أكبر مورد للغاز وأبو ظبي”، قالت فيه إن اعتزام “طاقة ” إطلاق عرض استحواذ على “ناتورجي” ، سوف يجبر الحكومة على اتخاذ قرار حساس للغاية بالنسبة للمصالح الإستراتيجية لإسبانيا. لقد قالت السلطة التنفيذية بالفعل إنه سيتعين عليها حماية هذه المصالح الإستراتيجية عند تحليل ما إذا كانت ستقبل عرض الاستحواذ هذا وتحت أي شروط.
وأضافت: “سيتعين على الحكومة إعطاء الإذن بالعملية دون تعريض أمن الإمدادات الوطنية للخطر. وهنا يمكن أن تنشأ المشاكل. لأن اهتمام أبو ظبي بشركة ناتورجي يأتي وسط مواجهة دبلوماسية قوية بين الدولة العربية والجزائر، الدولة التي تربطها بإسبانيا علاقة تعتمد بشكل كبير في مجال الطاقة”.
وتوقفت الصحيفة عند الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر ومدريد، وعن التداول الاعلامي في الجزائر لمحاولة شركة “طاقة” الاستحواذ على “ناتورجي”، ونقلت عن مصدر حكومي من الجزائر قوله، إن عملية الاستحواذ “أمر غير مناسب لإسبانيا أو الجزائر. ولا يمكننا فعل أي شيء تقريبًا لوقفه. وآمل أن تفعل حكومتكم ذلك”.
أما صحيفة “ال إسبانيول”، فعنونت مقالها: “ الجزائر تهدد بقطع الغاز عن إسبانيا بسبب استحواذ طاقة الإماراتية على ناتورجي”، وحاولت التقليل من مخاوف الشعب الإسباني من التهديدات الجزائرية، مشيرة إلى أن شركة “ناتورجي” تؤكد أنه لا يوجد أي بند في عقود التوريد مع سوناطراك يتضمن هذا الخيار، أي خيار قطع الغاز في حالة تمكنت شركة “طاقة” الإماراتية من الاستحواذ على الشركة الإسبانية.
وأضافت معلقة على ما أوردته وكالة “رويترز” للأنباء، قائلة: ” ضجة جديدة حول احتمال استحواذ شركة الطاقة الإماراتية على شركة الغاز الإسبانية ناتورجي ، بعد أن علمت أن الجزائر قد تلغي تسليماتها من الغاز المتفق عليها سنويا، في حال حدوث تغيير في حركة المساهمين”.
ومع ذلك، تضيف صحيفة “إل إسبانيول”، أرادت الشركة التي يقودها فرانسيسكو رينيس التقليل من هذه المعلومات، والتأكد من أنه “خلال كل سنوات العلاقة التجارية بين ناتورجي وسوناطراك الجزائرية ، لم تكن هناك أي انتهاكات من قبل أي من الطرفين”، ومضت معلقة: “حتى في اللحظات السياسية الدقيقة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، لم يتم عدم الوفاء بالعقود”.
علي. ب