تعد مدينة أمدوكال الأثرية، من بين أهم الأماكن الموجودة بالجزائر ، التي تعرف تنوع أثري كبير حيث يوجد بها الواحات الصخرية،و القصور، المعبد وحتى الشواهد .
المنطقةلا يعرفها البعض إلا أنها المدينة التي أنجبت كوكبة من علماء الدين كالشيخ حماني وغيرهم، لكن واقعها أكبر من ذلك بكثير، فهي بلدة تخفي الكثير من الأسرار تحتضنها القصور العتيقة للمدينة القديمة لـ “امدوكال”، لتكشف عنها أمام زوارها والراغبين في فهمها.
تاريخيا عرفت المنطقة العديد من التسميات فقد كانت تسمى في العهد الروماني “أكوا فيفا ” أي الماء الحي، وكانت تربطها طريق أخرى تؤدي إلى موقع روماني يسـمى “ادوا فلمن” يوجد بالقرب من عين التوتة. تقع بلديتها- والتي يعني اسمها “بالأمازيغية ” الأحباب أو الأصحاب “كما تسمى بالرومانية” أكوا فيفا أي”الماء الحي “- في المنطقة الواقعة في أحضان الأوراس وجنوبي غرب سهل الحضنة في القسم الغربي الجنوبي من ولاية باتنة وتبعد عن العاصمة بـحوالي 380 كلم ، يحدها من الشرق والشمال والغرب الشمالي بلدية بيطام من الجنوب والجنوب الغربي بلدية طولقة (ولاية بسكرة ) وبذلك تعتبر مدينة حدودية لثلاث ولايات هي : باتنة، بسكرة والمسيلة.
بلدية امدوكال تتمتع بمواقع سياحية جميلة حيث تقع بين التل والصحراء، فهي من حواضر الحضنة المترامية و تبلغ مساحتها 17326 هكتار ، وعدد سكانها يفوق 10آلاف نسمة ، إلا أن أغلب سكانها هاجروا إلى العاصمة واستقروا بها منذ عشرات السنين. كما يطلق على مدينة امدوكال بوابة الصحراء نظرا لوقوعها بين منطقتي الأطلس الصحراوي والتلي.
لم يبق في القرية القديمة لـ “امدوكال” إلا جدران تحكي حياة قبل أكثر من 50 سنة قبل أن تحل فيضانات بالبلدية في سنة 1969م، والتي خلفت خسائر كبيرة في الأملاك “الامدكاليون” أمام مصاعب الحياة وجور الاستعمار.
وتعتبر القصور من أقدم التجمعات العمرانية المتواجدة منذ حوالي 17 قرنا وتتركز في المنطقة الشرقية للمنطقة، فيها 5 أبوب منها باب النادر والرحبة، الحمرانية، وحوالي 667 مسكن أغلبها مهجورة وأخرى لم يتبق منها إلا جدران من طين مشدودة بجذوع أشجار الزيتون والنخيل تحاول الحفاظ على عراقة القصور وتنتظر التفاتة السلطات لترميمها.
تعتبر مدينة امدوكال من أعرق المدن تاريخا كونها تمتد الى عصر الرومان حيث يوجد في هذه المدينة مواقع أثرية رومانية على شكل محميات تتمثل : جبل مشيب، النعيمية، والثالثة على بعد 800م شمال البلدية.
يشتهر أهل المنطقة بمحافظتهم على تقاليدهم وعاداتهم التي وروثها عن أجدادهم، حيث لا يزال سكانها متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم، خاصة بالنسبة للمرأة التي مازالت جد محافظة الى يومنا هذا، فهي لازلت ترتدي اللباس التقليدي الخاص بها والمسمى بالملحفة والقندورة ، والمرأة الامدوكالية تتميز بارتدائها للذهب وليس الفضة على عكس المرأة الباتنية الشاوية التي تفضل الفضة، ويرجع السبب في هذا إلى نسبة تعلق المرأة الأمدوكالية بالمرأة القسنطينية والعاصمية، ولأن أغلبية أهل المنطقة انتقلوا للعيش إما بقسنطينة والجزائر العاصمة لتكملة الدروس أو بحثا عن عمل.
المدينة بالرغم من مرور العصور والأزمنة إلا أنها مازلت تحتفظ بالطابعها العمراني و وعادتها الاجتماعية والثقافية القديمة .