تضم ولاية سطيف العديد من الشواهد ، والتي ساهمت بشكل كبير في جعلها منطقة أثرية سياحية بامتياز والتي من بينها مدينة جميلة الأثرية .
مدينة كويكول خلال العصر الروماني، أو جميلة كما يطلق عليها اليوم، من بين اهم الشواهد الأثرية في ولاية سطيف ، كونهابقايا معمارية مذهلة تعكس عظمة الحضارة الرومانية في تلك الحقبة.
وتجسد هذه المدينة ، تجرية سياحية فريدة من نوعها كونها تسافر بالإنسان عبر الزمن والعودة للماضي البعيد بتفاصيله الدقيقة، إذ يمكن رؤية بقايا الأسواق الرومانية والحمامات العامة والمعابد التي كانت تعج بالحياة قبل آلاف السنين.
بنيت كويكول المصنفة منذ أكثر من أربعين سنة تراثا عالميا، على ارتفاع يزيد عن 900 متر فوق سطح البحر، في منطقة جبلية ساحرة تجمع بين الطبيعة الخلابة والموقع الاستراتيجي الذي ساعد في ازدهارها خلال الفترة الرومانية.
تأسست هذه المدينة العريقة في نهاية القرن الأول الميلادي، واختير موقعها بالذات لكونه يشكل حصنا طبيعيا، يتيح لسكانها مراقبة المنطقة المحيطة بسهولة، ثم سرعان ما تطورت الحياة بها وازدهرت من الناحية الاقتصادية و العسكرية، لتتحول إلى مركز حضاري كبير وغني، يضم شوارع منظمة وساحات فسيحة محاطة بالأعمدة الرومانية التي تضفي على المكان عظمة وهيبة.
تضم مدينة الرومان العديد من الشواهد والأثار على غرار منازل و حدائق داخلية وفناءات فسيحة، تعكس الترف الذي كان يتمتع به الأثرياء في تلك الفترة.
كما تضم المدينة إحدى الفناءات ولتي يطلق عليه الحي المسيحي في المدينة كمثال آخر على التعدد الثقافي والديني الذي عرفته المدينة في فترة لاحقة من تاريخها، حيث أصبحت المسيحية الديانة السائدة.
ومن الجانب الهندسي، يمثل قوس النصر المخصص للإمبراطور كاراكلا والمعبد الكبير المخصص لأسرة سيفيروس أهم المعالم التي تجسد عظمة هذه المدينة، بينما تمنح الزخارف والتفاصيل المعمارية الرائعة إحساسًا بالتناسق والانسجام الذي كان يميز الهندسة الرومانية.
وتضم المدينة أيضا العديد من الحمامات الرومانية، التي تعكس مدى تطور هذه الحضارة حيث تتألف هذه الحمامات من غرف عديدة، تشمل قاعات التبريد والتسخين وزوايا فاخرة مزينة بفسيفساء وأعمدة من المرمر الوردي. يقدم تصميمها المبهر لمحة عن الحياة اليومية في تلك الفترة، مدللا على حجم الاهتمام بالنظافة والمظهر لدى سكان تلك الحقبة.
وتبرز بوضوح في المدينة الأثرية مكانة الأسواق والتي كانت دكاكينها تشتهر بوجود الخزف الفاخر والمعروضات الفنية.
تحتوي المدينة الرومانية على العديد من الساحات التي مازلت محط لاستعراضات في الحقبة الرومانية، حيث يعد المسرح الروماني من بين أهم المسارح الموجودة في المدنية الأثرية والتي كانت في الماضي شاهدة على استعراضات الرومان القتالية والموسيقية، ولايزال المسرح الرماني لوقتنا الحالي يحتضن بين أسواره العروض الموسيقية الشعبية السطايفية
صنفت كويكول ضمن مواقع التراث العالمي منذ سنة 1982 وفقاً لليونسكو، والتي تقع بالقرب من موقع إنسان ما قبل التاريخ (عين الحنش)، الذي يحتضن أقدم آثار للأدوات الحجرية في شمال إفريقيا بنحو 2.4 مليون سنة.
المدينة الأثرية الرومانيةبالرغم من تطور العصور ومرور الأزمنة إلا أنها بقيت محافظة على أصالتها وعراقتها، من أجل أن تروي تاريخها العريق الذي ارتبط بكل معاني الفن والجمال.