أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، على حتمية إطلاق مسار جدي لإعادة التوازن المفقود في منظومة العلاقات الدولية بمختلف أبعادها السياسية، الاقتصادية والاجتماعية.
وأبرز عطاف أن الجزائر ” ترحب أيما ترحيب بانعقاد قمتنا هذه وتثمن الزخم الإيجابي الذي صاحب تجسيد هذه المبادرة القيمة من لدن السيد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة“.
وأضاف ممثل لرئيس الجمهورية وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج خلال كلمة له في “قمة المستقبل” بالأمم المتحدة بنيويورك” إن هذا الزخم يعني أن الأمل لا يزال قائما في أن تستعيد منظمتنا الأممية زمام المبادرة وتولي دورها كإطار جامع لبلورة التوافقات الضرورية بين الدول الأعضاء في مواجهة مختلف التحديات الماثلة أمامها”.
كما أردف عطاف أن غياب التوازن يعد أهم مصدر للتوترات والاضطرابات والاختلالات التي تصاحب حوكمة العلاقات الدولية لا سيما بالنظر لتهميش الدول النامية وفي مقدمتها دول قارتنا الإفريقية في مجلس الأمن بصفة خاصة وفي مختلف المؤسسات المالية والنقدية والمصرفية الدولية بصفة عامة.
كما أفاد ذات المصدر، أن منظمة الأمم المتحدة بحاجة إلى إصلاح عميق ضمانا لاستمراريتها وقدرتها على التكيف مع تحديات ومتطلبات عصرنا وإصلاح يعيد دورها الحيوي بصفتها القلب النابض للدبلوماسية العالمية وللعمل الدولي متعدد الأطراف وإصلاح يمكنها من التكفل بتطلعات الأجيال الحاضرة والمستقبلية على أكمل وأمثل وجه ممكن.
هذا و أجرى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم الاثنين، محادثات ثنائية مع عدد من وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة ومسؤولي منظمات دولية، وذلك على هامش مشاركته بنيويورك في أشغال قمة المستقبل، حسب ما أورده بيان للوزارة.
ووفقا للبيان، فقد تباحث السيد عطاف مع كل من وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج بالجمهورية التونسية، محمد علي النفطي، ووزير الشؤون الخارجية بجمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية، تايي أتسكي سيلاسي، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإنمائي بجمهورية بوروندي، ألبرت شينجيرو، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون والاندماج الإقليمي بجمهورية الرأس الأخضر، روي ألبرتو دي فيغيريدو سواريس، ووزير الشؤون الخارجية بجمهورية قبرص، كونستانتينوس كومبوس، والأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا)، رولا عبد الله دشتي.
وسمح لقاء الوزير أحمد عطاف بنظيره التونسي باستعراض “الحركية المتميزة التي تشهدها علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين وبحث سبل تعزيزها وتوطيدها تماشيا مع حرص رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وأخيه الرئيس قيس سعيد على الارتقاء بها إلى آفاق أرحب وأسمى تتسم بالمثالية والنموذجية. كما ناقش الطرفان في ذات السياق الاستحقاقات الثنائية المرتقبة عن قريب على المستوى الوزاري”، حسب البيان.
أما المحادثات مع وزير الخارجية الإثيوبي، فقد خصصت –وفق ذات المصدر– للتشاور وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا المطروحة في إطار الإتحاد الإفريقي وبحث التحضيرات المرتبطة بعقد اللجنة المشتركة الجزائرية الإثيوبية خلال الفترة المقبلة.
وخلال لقائه مع وزير خارجية بوروندي، ناقش السيد عطاف آفاق تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بالإضافة إلى عدد من الملفات والمسائل ذات الاهتمام المشترك على الصعيد القاري، كما جاء في البيان، بينما سمح اللقاء بوزير خارجية الرأس الأخضر ببحث الاستحقاقات المرتقبة في إطار الاتحاد الإفريقي ومناقشة سبل توطيد التعاون الثنائي.
من جانب آخر، تمحورت المحادثات مع وزير خارجية قبرص حول “تبادل الرؤى والتحاليل حول أهم القضايا الدولية والإقليمية، فضلا عن تناول آفاق الرقي بالعلاقات الثنائية بين البلدين”.
وفي الختام، سمح لقاء الوزير أحمد عطاف مع الأمينة التنفيذية للإسكوا بـ”بحث سبل تعزيز التعاون البيني في المجالات المرتبطة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، على ضوء نتائج الزيارة التي قامت بها هذه المسؤولة الأممية إلى الجزائر” شهر مايو الماضي، وفق ذات البيان.