نشرت النائب الفرنسي من أصول جزائرية، صابرينا صبايحي، مداخلة نارية لها في الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة السفلى للبرلمان)، هاجمت من خلالها التصرفات العنصرية التي تتعرض لها الجالية الجزائرية في فرنسا، والتي يقف خلفها اليمين المتطرف من أنصار “الجزائر الفرنسية”.
والمنشور هو عبارة عن فيديو تضمن تغريدة للنائب عن تكتل اليسار (الجبهة الوطنية الجديدة) على حسابها في منصة “إكس” (تويتر) سابقا، وحمل عبارات قوية لأولئك الذين يستهدفون الجزائريين اليوم. وقالت: “كنتم سعداء جدا عندما كنتم بحاجة إلى الجزائريين للقيام بالحرب إلى جانب فرنسا. كنتم سعداء جدا عندما كنتم بحاجة إلى الجزائريين من أجل بناء فرنسا. كنتم سعداء جدا عندما كنتم بحاجة إلى الجزائريين من أجل تشييد مساكنكم الخاصة وأحواض سباحتكم”.
وتضيف منتقدة محدودية ذاكرة الفرنسيين: “لكن اليوم عندما أصبحوا مندمجين (الجزائريين المقيمين بفرنسا) في المجتمع، وأصبح لهم نفس الانشغالات والتطلعات والأحلام مع الفرنسيين. هنا أصبح الوضع مختلف”، في إشارة نكران الفرنسيين لتضحيات الجزائريين من أجل فرنسا، كما أشارت.
وانتقدت النائب الفرنسي بشدة الساسة الفرنسيين بسبب التمييز الذي يتعرض له الجزائريون اليوم بفعل “سياسات وتوجهات ديماغوجية عنصرية، تسعى إلى سن قانون بعد كل حادث أو جديد، ضد المهاجرين“، يؤثر على حقوقهم كفرنسيين من أصول غير فرنسية.
وردت صابرينا صبايحي على من يمارسون التمييز بحث الجزائريين قائلة: “نحن نقول أهلا بالجزائريين، أهلا بالفرانكو جزائريين في فرنسا، وسنواصل جهودنا من أجل تصحيح الوضع، والعمل على صعيد ذاكرة العلاقات الجزائرية الفرنسية”، التي تمر هذه الأيام بأزمة غير مسبوقة.
وهاجمت صبايحي اليمين المتطرف ومخلفات منظمة الجيش السري الإرهابية: “غير معقول أن يتم المصادقة على نص قانون يدافع عنه المنحدرون من منظمة الجيش السري الإرهابية (OAS )، ويصفق له ورثة أولئك الذين تورطوا في التعذيب في الجزائر”. وتضيف: “نعم هذه المنظمة الإرهابية تمثل اليمين المتطرف، الذي يدافع عن الاستعمار الفرنسي في الجزائر، والذي اغتال ما لا يقل عن ألفي جزائري وفرنسي”، من خلال التفجيرات والأعمال البربرية التي قامت بها، ولا سيما بعد توقيع اتفاقيات إيفيان ووقف إطلاق النار في 19 مارس 1962..
وأوضحت النائب عن تكتل “الجبهة الوطنية الجديد” أن “هذه المنظمة الإرهابية قامت بعمليات شنيعة بح الجزائريين والفرنسيين، و منها محاولة اغتيال الجنرال شارل دي غول (الرئيس الفرنسي الأسبق)، منتقدة اليمين التقليدي ممثلا في حزب “الجمهوريون”، الذي يعتبر وريث التيار الديغولي، ولكنه لم يعد لديه حرج في إعادة تأهيل ورثة منظمة الجيش السري الإرهابية على مستوى الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة السفلى للبرلمان).
وجاء نشر هذا الفيديو في الوقت الذي يعيش فيه الجزائريون على وقع موجة غير مسبوقة من العداء طبعها سجن العديد من المؤثرين الجزائريين ومحاولات ترحيلهم إلى الجزائر، يقف خلفها اليمين المتطرف، وهي الممارسات التي ينظر لها ويقف خلفها اليمين المتطرف المهووس بمرض الجزائر.
علي. ب