أصيلة خنشلة نوال حوحة “ماسكولا” قديما، تسير بخطى ثابتة وبثقة وانضباط في دروب الفن التشكيلي والمنمنمات والزخرفة تحديدا، كثيرة التعلق بالمدرسة السيربالية التي تستهويها، مدفوعة بفرط خيالها و قوة أفكارها الكثيرة.
تشارك للمرة السابعة في فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات وفنون الزخرفة منذ 2015،. تحصلت خلال الطبعة الثالثة عشر التي احتضنتها تلمسان منذ أيام، من 27 إلى 29 ديسمبر على جائزة تشجيعية في المنمنمات.
ترى نوال حوحة الفوز المحقق خطوة معتبرة نحو تتويجات أخرى مستقبلية، وتعتقد أن لكل طبعة ميزتها و ضيوفها من الأسماء الوازنة في الفنون الإسلامية.
وترى أن ميزة هذه الطبعة هو حضور أسماء كبيرة في المنمنمات كانت مغيبة أو مهمشة مثل طاهر بوكروي وعلي كربوش و بوبكر صحراوي المكرم في الدورة و رئيس لجنة التحكيم واسماء أخرى من المخضرمين، لم تقابلهم ولم تسمع بهم، وهي تتمنى أن تلتقي بهم و تتكلم منهم. و تؤكد نوال بقولها “المهرجان أعطانا فرصة لنكتشف القدامى و أنفسنا”.
تشارك حوحة بلوحتين، تنتمي الأولى منها للمدرسة الواقعية و تقدم صورة مصغرة ومركزة لمدينتها خنشلة “ماسكولا” وهي اللوحة التي فازت بالجائزة، تبرز المرأة الشاوية بهندامها الأصيل “الملحفة” و هي مرصعة “الجبين” و المزينة بالوشم، الذي يتميز عن وشم منطقة القبائل. بالإضافة إلى بعض المعالم الأثرية ك حمام الصالحين، مسجد عتيق، حوض سباحة و قصر مدياس أو قصر الجازية، شجرة التفاح في منطقة “بوحمامة ” المعروفة بجودة هذه الفاكهة بالقرب من “شيليا”، وزربية “بابار” الشهيرة الثرية بالعلامات والرموز الأمازيغية، و مطحنة صغيرة . وقد استعملت حوحة ألوان واقعية تعكس أبنية وعمائر المنطقة، مستعينة بالغواش وقليل من الأكورال “poster” ذي النوعية الجيدة.
اللوحة الثانية “أجواء عاصمية” حالمة أنجزتها الفنانة بطريقة سيريالية، تقترب من المدرسة الإيرانية، وجمعت فيها بين الواقع والخيال في التركيب، و تبرز فيها العلاقة بين المرأة والجمال ممثلا في “الطاووس” والطبيعة عموما، الجمال الشكلي والروحي، وهناك في الصورة بوابة مفتوحة على الطبيعة والسماء والكواكب.
لا تحب نوال تقييد اللوحة بعنوان بعينه، و لا يأتي هذا الأخير سوى للتمييز بين الأعمال واللوحات فقط، حتى لا تقيد عملها وتترك مطلق الحرية للمتلقي و المشاهد حتى يعيش اللوحة كيفما شاء. وهي منجزة أيضا بالغواش والأكورال.
قامت حوحة في لوحتها حول المرأة والطاووس بالإحتفاظ بالإطار المعروف في المنمنمات، ضمن النوع السيريالي الذي عرفت به وصار أسلوبا لها. أما في لوحة “ماسكولا” فقد كسرت الإطار في عدة أماكن لتقدم تفاصيل أخرى إثراء للموضوع، وهي مثلما قالت “أول مرة أعمل الواقعية وأخرج من الإطار قليلا ، أحببت أن أتحدى نفسي”.
تتمنى نوال أن تعرض بالعاصمة برواق “محمد راسم” مستقبلا و لديها لوحات كثيرة تتمنى أن يطلع عليها محبوا المنمنمات ويقتنوها.
درست حوحة في البدء القانون بالجامعة، لكن الفن كان بداخلها يستهويها، وفور تخرجها شاهدت بالصدفة إعلانا للمدرسة الجهوية للفنون الجميلة باتنة، لتشارك بعدهاوفي المسابقة و تنجح وتلتحق بالمدرسة. و اختارت نوال المنمنمات لمدة 4 أعوام، 3 سنوات جذع مشترك و سنة تخصص. لتتخرج في 2007 و تشارك في مهرجان المنمنمات والزخرفة الأول في العاصمة بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية.
أشرف على تخرجها مدير المدرسة الجهوية للفنون الجميلة، موسى كشكاش، ومخافظ المهرجان السابق لسنوات. وكان موضوع تخرجها ” المنقذ من الضياع” رسمته في لوحات مثالية و بالإضافة إلى جدارية والزخرفة على اللوح.
عادت نوال لمدينتها ليزداد حماسها وحبها وشغفها بفنها، وتقيم معرضا بباتنة دعت إليه أساتذتها، لتدرس بعدها في مدرسة الفنون الجميلة القديمة لمدة سنة لطلبة السنة أولى. وتدرس نوال حاليا الرسم في معهد التكوين المهني.
خليل عدة