أفادت تقارير إعلامية إسبانية إن شركة “طاقة” الإماراتية، التي تسعى إلى الاستحواذ على شركة ناتورجي الإسبانية، قامت بإجراء مراجعة لمفاوضاتها مع الطرف الإسباني، فيما بدا تراجع عن رغبتها في الاستحواذ على الشركة وهو الأمر الذي قوبل برفض قاطع من قبل السلطات الجزائرية.
المراجعة تركزت حول التدقيق في رصيد شركة الغاز الإسبانية، وهي العملية التي تمتد لعدة أسابيع، بحيث يكون تقديم العرض قد امتد لفترة طويلة إلى شهري يونيو أو يوليو. وسيتم إجراء هذا التدقيق الخارجي بعد أن تعمل شركة الطاقة مع الشركة القابضة “la Caixa” لإدارة حوكمة الشركة الكاتالونية متعددة الجنسيات.
وتشير هذه المصادر إلى أن شركة “طاقة” طلبت إجراء تحليل كامل لشركة Naturgy، سواء من حيث تقديراتها المالية أو العمالية أو التراكمية، وتتولى شركة الإمارات مسؤولية تحديد المخاطر الخفية المحتملة لمختلف أقسام الشركة التي يرأسها فرانسيسكو رينيس، خاصة فيما يتعلق بالوضع الجيوسياسي الحالي المؤثر في أسواق الغاز في أوروبا.
ولم تشر هذه التقارير إلى الموقف الجزائري الرافض لهذا الاستحواذ، غير أن ذلك بدا واضحا من خلال الحديث عن المخاطر الجيوسياسية التي تهدد عملية الاستحواذ، علما أن الجزائر كانت قد هددت بقطع تزويد إسبانيا بالغاز في حال استحوذت شركة طاقة الإماراتية على ناتورجي الإسبانية.
وتوجد العلاقات الجزائرية الإسبانية في حالة من القطيعة غير المعلنة بسبب المواقف العدائية من دولة الأمارات تجاه الجزائر، كما جاء في بيان توج اجتماع المجلس الأعلى للأمن في الجزائر مؤخرا، لكن من دون أن يسمي دولة الإمارات العربية بالاسم. وهو الأمر الذي قد يكون وراء تراجع اندفاع الطرف الإسباني في المضي قدما مع الرغبة الإماراتية المشحونة باعتبارات إلحاق الضرر بالمصالح الجزائرية.
وعلى الرغم من إعلان الشركة الإماراتية عن رغبتها في الاستحواذ على الشركة الإسبانية التي تعتبر شريكا رئيسيا لشركة سوناطراك في تصدير الغاز الطبيعي والمسال، منذ ما يقارب الشهرين من الزمن، إلا أن عملية الاستحواذ لا تزال تراوح مكانها، وقد اختفى الحديث نهائيا خلال الأسابيع الأخيرة عن هذه الصفقة، وجاء ذلك مباشرة بعدما نقلت وكالة رويترز عن مصادر جزائرية قولها إن الجزائر قد تضطر إلى وقف صادرات الغاز إلى إسبانيا في حال استحوذت الشركة التي تملكها عائلة بن زايد في الإمارات على الشركة الإسبانية.