تعمل هيئة وسيط الجمهورية على تطوير منصات رقمية جديدة كآليات تهدف لتحسين جودة الخدمات المقدمة من طرف المرافق العمومية وضمان تكفل ناجع بانشغالات المواطنين، حسب ما أفاد به اليوم الاثنين بتيبازة مسؤول مركزي بهذه الهيئة.
وخلال مشاركته في أشغال يوم تكويني نظمته المندوبية المحلية لوسيط الجمهورية بالتنسيق مع المفتشية العامة لتيبازة بمقر الولاية، قال مدير الرقمنة وأنظمة المعلومات والتوثيق بهيئة وسيط الجمهورية، يوسف لهوازي، أن الهيئة تسير بخطوات تدريجية لتطوير آليات عملها بشكل دوري حيث تعمل حاليا على مشاريع رقمية أخرى تضاف لسلسلة المنصات الرقمية التي استحدثتها سابقا.
ويتعلق الأمر بمنصات جديدة سيتم استحداثها تهدف أساسا لتعزيز التواصل والتنسيق مع مختلف الهيئات والإدارات والمؤسسات العمومية المحلية والمركزية، أبرزها “رقمنة عملية استقبال ومعالجة العرائض والشكاوى وكذا التنسيق مع مختلف القطاعات الوزارية” وكذا منصة “وضع حيز الخدمة لآليات تسمح بالتحسين المستمر لجودة الخدمة العمومية”.
وفي هذا السياق، أكد المدير المركزي على ضرورة انخراط الهيئات والإدارات والمؤسسات العمومية في هذا المسعى الرامي إلى انتهاج تكنولوجيات الإعلام والاتصال كأداة فعالة تضمن إضفاء الشفافية ونجاعة في أداء المرفق العمومي.
جاء هذا خلال عرض مشروع منصة “تنسيق” التي شكلت اليوم موضوع يوم تكويني لصالح رؤساء البلديات ومدراء تنفيذيين ومسؤولي الإدارات ومؤسسات عمومية بغرض شرح جميع مراحل آليات عمل هذه المنصة بدء بفتح حساب إلى استغلالها وإدخال المعطيات والبيانات ومسح سجلات شكاوى المواطنين على مستوى مختلف الهيئات العمومية بصفة يومية.
للإشارة، أمر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال ترؤسه لمجلس الوزراء المنعقد في 23 أكتوبر 2022 بضرورة تفعيل آليات رقمنة سجلات شكاوى المواطنين بطريقة تسمح بمتابعتها والاطلاع على مدى التكفل بها وبطريقة آنية، من قبل السلطات العمومية حتى في أعلى هرم السلطة، أي رئاسة الجمهورية، ما يعزز ضمان حقوق المواطنين ومكافحة البيروقراطية.
وتجسيدا لهذا القرار، بادرت مصالح وسيط الجمهورية باستحداث منصة رقمية أطلق عليها “تنسيق” كآلية رقمية تسمح بإضفاء الشفافية.
للإشارة، أشرفت على افتتاح اليوم التكويني بتيبازة، الأمينة العامة للولاية، كريمة مصنوعة، وقام بتأطيره السيد لهوازي الذي قدم عرضا مفصلا عن خصائص تطبيق “تنسيق” الذي يهدف أساسا إلى التكفل الأنجع بشكاوى المواطنين والرد عليها في آجال محددة.
كما يتضمن تطبيق “تنسيق” نوافذ أخرى تتمثل في تبادل المراسلات مع مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية المحلية والمركزية، بما فيها الوزارات ما يسمح بتوثيق انشغالات المواطنين وضمان تكفل أنجع بها ومتابعتها حتى من قبل أعلى سلطات البلاد.
وتتمثل أهمية منصة “تنسيق” بصفتها خدمة رقمية موجهة للإدارات والهيئات العمومية، في “توفير الوقت والجهد وتقليص تكاليف معالجة شكاوى المواطنين وضمان مراقبة قبلية وبعدية” لمدى التكفل لمشاكل المواطنين من قبل كل ولاية وكل قطاع أو إدارة، فضلا عن تحليل المعطيات وإعداد التقارير الدقيقة بشأنها الى جانب تكوين بنك معطيات وطني يكون آلية للمتابعة والتقييم من قبل أعلى سلطات البلاد، وفق السيد لهوازي.
من جهتها، كشفت الأمينة العامة للولاية عن استحداث خلية مشتركة بين المفتشية العامة للولاية والمندوبية المحلية لوسيط الجمهورية تقوم بالمتابعة الدورية لتسيير ملف المسح الرقمي لسجلات شكاوى المواطنين الموجودة على مستوى الإدارات والمؤسسات العمومية وتحميل تلك المعطيات على مستوى تطبيق “تنسيق”.
كما تم إدراج هذا الملف لدراسته خلال كل أسبوع وتقييم عملية مسح السجلات إلكترونيا، خلال المجلس الولائي التنفيذي الذي يرأس أشغاله والي الولاية، مبرزة ان الآليات الرقمية التي استحدثتها هيئة وسيط الجمهورية تلعب دورا أساسيا في رفع العراقيل والقيود، وخاصة في تبليغ السلطات الولائية بالمشاكل اليومية للمواطنين، حسب السيدة مصنوعة.
ويعتبر تطبيق “تنسيق” من بين سلسلة التطبيقات والمنصات الرقمية التي عملت هيئة وسيط الجمهورية على استحداثها في إطار برنامجها الرامي لمواكبة التحولات الرقمية من بينها تطبيق “عرائض” إلى غيرها من المنصات الأخرى، كما خلص السيد لهوازي.