وجه رئيس حركة مجتمع السلم, عبد الرزاق مقري, في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح المؤتمر الاستثنائي السابع لحمس, انتقادات لاذعة للتيار الذي يرافع لصالح العودة إلى ” أحضان السلطة ” والذي يقوده الرئيس السابق أبو جرة سلطاني, متعهدا في السياق ذاته بالعودة للحكومة بعد تشريعيات 2022 معززين مكرمين, وليس فقط للمشهدية والتزيين, مؤكدا أن المطلب الذي يرفع بالتوافق الوطني لا علاقة له برغبات شخصية أو حزبية لتقلد الوزارات والمناصب كما يدعي.
وقال مقري, في خطاب مطول استغرق ساعة و 10 دقائق ” إننا نشهد الله ونشهد الجزائريين بأن مطلبنا للتوافق الوطني لا علاقة به برغبات شخصية أو حزبية لتقلد الوزارات والمناصب كما يدعي البعض، فلو أن ذلك حقيقة لقبلنا دخول الحكومة بعد الانتخابات التشريعية حين عُرض علينا ذلك “.
وخاطب مقري خصومه داخل الحركة على رأسهم الرئيس الأسبق لحمس أبو جرة سلطاني الذي يسعى جاهدا للعودة إلى سدة الرئاسة وعبد المجيد مناصرة وبقية مناوئيه, كنعمان لعور والهاشمي جعبوب, قائلا ” الهدف من التوافق الوطني هو حماية حكومة وطنية ستكون مهمتها صعبة لتحقيق الأمان ثم الإقلاع الاقتصادي ” وفي موقع آخر ” اسمحوا لي أيها المؤتمرون والمؤتمرات، أن أصرح باسمكم بأن حركة مجمع السلم مستعدة للمساهمة في بناء التوافق الوطني، حين يكون لهذه المقاصد وهذه الأهداف وعلى هذه الأصول، وإنها مستعدة بكل قيادتها المركزية والمحلية أن تجعل الطموح الحزبي والشخصي تحت الأرجل“.
وحاول عبد الرزاق مقري, اقناع المؤتمرين بتوجهاته خاصة المتعلقة بالعودة إلى الحكومة, مؤكد أن ذلك يجب أن يكون في صورة الحركة المنتصرة وفقط، وقال ” إني أعدكم إن تحققوا نتيجة انتخابية تجعلكم في الصدارة في الانتخابات التشريعية في 2022 ، تعودون من خلالها إلى الحكومة معززين مكرمين تتوفر لكم فيها الشروط لتكونوا في الحكم في إطار الشراكة مثلما كنتم تدعون إليه، وليس في الحكومة فقد للمشهدية والتزيين “.
وعرج رئيس حمس, للحديث عن النتائج التي تحققت لحمس في فترة رئاسته, مشيرا إلى أنهم استطاعوا أن يضعوا أرجلهم على نهج التجديد الوظيف, مستدلا بعودة اللحمة في بيت الشيخ نحناح، وهذا باندماج جبهة التغيير ممثلة في عبد المجيد مناصرة للحركة الأم.
** بن فليس وجاب الله يرافعان لصالح التوافق السياسي
وعرف المؤتمر حضور قيادات حزبية معارضة على غرار رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله الذي عبّر عن تفاؤله بهذا المؤتمر وما سيترتّب عنه من برامج ومشاريع، تلتها كلمة رئيس حزب طلائع الحريّات علي بن فليس، الذي أكّد من خلالها أنه لا مخرج من الأزمة السياسية والاقتصاديّة إلا بممارسة المواطنة الكاملة وبناء الشرعيّة، وهذا لن يكون ممكنًا إلاّ في ظل توافق سياسي وطني يضمّ كامل الأحزاب والتوجهات السياسيّة والحكومة.
وغازل من جهته الوزير الأسبق ورئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة, ” الحمسيين ” قائلا إن التنافس اليوم هو تنافس بناء وعمل ليس تنافس كراسي ومناصب، وأنّ أبناء حركة البناء هم أبناء حركة مجتمع السلم لكنهم ليسوا فيهم، وكذا أبناء حركة حمس هم أبناء حركة البناء لكنهم ليسوا فيهم.
** بن يونس يصنع الحدث
وصنع من جهته رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمار بن يونس, الحدث بمشاركته في أشغال المؤتمر السابع لحركة مجتمع السلم, خاصة وأنه يعتبر الممثل الوحيد عن أحزاب السلطة الذي سجل حضوره, ودعا المتحدث الدولة إلى إشراك كافة الأطراف للمساهمة من الخروج من الأزمة بطريقة ديمقراطية, وكان رئيس حركة مجتمع السلم, عبد الرزاق مقري قد غازل عمارة بن يونس في الكلمة التي ألقاها, قائلا إن المسافة التي تجمع حمس وغيرها من التشكيلات السياسية، سواء الإسلامية أو الوطنية والعلمانية ليست بالبعيدة.
** مقري في أحسن رواق لخلافة نفسه
ومن المرتقب أن يسدل الستار, اليوم, على المؤتمر الاستثنائي السابع لحركة مجتمع السلم, وسيفصل الصندوق في هوية من سيقود أكبر قوة سياسية إسلامية معارضة, خلال 5 سنوات القادمة, وحسب العبارات التي تداولت في القاعة البيضاوية, أبرزها ” لا للسلطة … لا للجاه “و ” يا مقري سير سير أحنا معاك في المسير “, فإن الرئيس الحالي لحمس يتواجد في أحسن رواق لخلافة نفسه, لكن ستكون عودته لسدة الرئاسة مشروطة هذه المرة, بالنظر إلى النتائج التي تمخضت عن آخر دورة لمجلس الشورى الوطني والتنازلات التي قدمها لمناوئيه.
فؤاد ق