يشرع رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، مباشرة بعد انتهائه من تشكيل المكتب الوطني الذي سيرافقه خلال الخمس سنوات القادمة، على أن يعرض للتزكية على مجلس شورى الحركة أمام مجلس الشورى الوطني في أول اجتماع له، في تجسيد مبادرة حزبه المتمثلة في ” التوافق الوطني ” وسيكون هذا منتصف جوان القادم حسبما كشف عنه مصدر قيادي في الحركة لـ ” الجزائر الجديدة “.
ومن المرتقب أن يلتقي رئيس “حمس” عبد الرزاق مقري، منتصف جوان القادم بكل من الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحي، وسيرافقه في هذه اللقاءات قيادات ثقيلة الوزن على غرار أبو جرة سلطاني.
وقال المصدر في هذا السياق إن التحدي الكبير الذي ينتظر حمس وهو التوافق بين السلطة والمعارضة، وستكون أكبر عقبة ستواجه مقري في مهمته هذه هي مدى جدية وانفتاح السلطة على هذا الخيار، وعن الطريقة التي ستخوض بها حركة مجتمع السلم رئاسيات 2019، قال المصدر إن هذا الأمر لن يحسم فيه في الظرف الراهن فهو يحتاج إلى استفراغ جهد كبير فالموقف حساس ودقيق للغاية.
وسيخصص أول اجتماع لمجلس شورى الحركة لتثبيت عضوية المجلس وتزكية المكتب التنفيذي الوطني الذي سيختاره مقري، ويترقب الجميع داخل “حمس” التشكيلة والتي ستحمل وحسب المؤشرات التي طغت على المؤتمر الاستثنائي السابع سمة التوافق، وستبين هذه التشكيلة حسب المصدر التوجه العام الذي ستسير وفقه إلى غاية المؤتمر الثامن، بينما ستؤجل الملفات الكبرى مثل الرئاسيات والمشاركة في الحكومة وكيفية تحقيق الوحدة في مدرسة الشيخ محفوظ نحناح، مع أبناء حركة البناء الوطني وخاصة بعد الاستفادة من تجربة الوحدة مع جبهة التغيير، ستناقش في ثاني اجتماع لمجلس الشورى الوطني، فالتحدي الأساسي الذي ينتظر حمس هو تحدي التجديد الوظيفي والتطوير الإداري والتنظيمي للحركة، وهو استحقاق داخلي من أجل الانفتاح والانتشار، والذهاب إلى التكفل بالوظائف الأساسية للحركة عبر المؤسسات المتخصصة، والتحوّل إلى حزب سياسي مدني عصري وبرامجي، مؤهل للوصول إلى الحكم، والانتقال بالفكرة من المجتمع إلى الدولة، وتحقيق النهضة والحضارة.
وكان رئيس حركة مجتمع السلم، قد أعلن منذ يومين عن مبادرة سياسية تحمل تسمية ” التوافق الوطني “، تطبيقا للشعار الذي حملة المؤتمر السابع، وقال مقري، في ندوة صحفية، بعد انتخابه على رأس الحركة، إن البحث عن التوافق سيكون الشغل الشاغل” للقيادة الجديدة للحركة، حيث سيتم التواصل ” مع كل القوى الوطنية لندعوهم للتوافق “، موضحا ” سنتواصل مع السلطة ولا توافق في غيابها “، وقال في رده على أسئلة الصحفيين، إن البلد يحتاج لــ ” توافق وتحاور الجزائريين واتفاقهم على كلمة سواء ” لتدارس كيفية معاجلة المشاكل للخروج بـــ ” رؤية مشتركة ” تمكن الجزائريين من مواجهة الصعاب، وأوضح أن الهدف منها هو ” تحقيق انتقال ديمقراطي سياسي واقتصادي”.
وتوحي المؤشرات الراهنة أن مبادرة ” حمس ” ستصطدم برفض واسع من أحزاب في المعارضة كانت تشكل رقما مهما في تنسيقية الانتقال الديمقراطي على غرار حزب جيل جديد بقيادة سفيان جيلالي، الذي يص على المضي قدما في تجسيد مبادرة مرشح توافقي يمثل المعارضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراءها في سنة 2019، وهو الأمر الذي رفضته حمس جملة وتفصيلا، الوضع ذاته ينطبق على حزب العمال المنشغل في الظرف الراهن بجمع 1،5 مليون توقيع للطلب من رئاسة الجمهورية الدعوة لانتخاب مجلس وطني تأسيسي، وتعهدت حنون بجمعها قبيل الدخول الاجتماعي القادم.
فؤاد ق