أفضت أشغال المؤتمر الأول لحركة البناء الوطني، الى انتخاب قيادة جديدة للحركة، بعد تخلي مصطفى بلمهدي، البالغ من العمر 76 سنة، عن ترشحه لعهدة ثانية على رأس الحركة، واقتصرت المنافسة على رئاسة بين النائب الأول للرئيس السابق لهذه الأخيرة، احمد الدان، والقيادي في الحركة الوزير السابق للسياحة، حميد بن قرينة، هذا الأخير مكنه المؤتمرون من رئاسة حركة البناء بفارق بسيط في الأصوات بينه وبين منافسه احمد الدان .
مالت كفة انتخاب لرئاسة حركة البناء الوطني بعد ثلاثة أيام من أشغال المؤتمر الأول لهذه الأخيرة، المنعقد على مدار ثلاثة أيام، إي منذ الخميس الماضي بقرية الفنانين بزرالدة غرب العاصمة، لفائدة القيادي في الحركة البعيد عن الأضواء، الوزير السابق للسياحة حميد بن قرينة، فيما تقرر إلغاء منصب الأمين العام للحركة، وتم الإبقاء على منصب النائب الأول للرئيس، الذي كان يشغله منذ سنتين والى غاية انعقاد هذا المؤتمر، احمد الدان الذي كان يطمح لقيادة ثاني حزب خرج من رحم حركة مجتمع السلم سنة 2011، بينما ذكر مصطفى بلمهدي أن عدم ترشحه لعهدة جديدة نابعا عن مبدأ التداول على السلطة في الحزب من جهة، ومن جهة أخرى لتقدمه في السن ورغبته في التفرغ لانشغالاته العائلية، بالمقابل، ذكر انه لن يتخلى عن تقديم الدعم ومساعدة القيادة الجديدة للحركة، وعكس مؤتمرات مختلف الاحزاب السياسية، فقد جرى مؤتمر حركة البناء الوطني على ثلاثة أيام وعلى مرحلتين، حيث أشغال اليوم والثاني، إي الخميس والجمعة احتضنتها قاعة المؤتمرات بقرية الفنانين بزرالدة، فيما اليوم الثالث والأخير، أمس، فقد جرت أشغاله بالقاعة المتعددة الرياضات بنفس المدينة الساحلية الكائنة غرب ولاية الجزائر .
وتداول المؤتمرون قبل إعلان نتائج انتخاب القيادة الجديدة لحركة البناء الوطني المنبثقة عن مؤتمر هذه الأخيرة، بقوة الحديث عن تذويب حركة البناء في الحركة الأم، في سياق مسعى رئيس ” حمس ” عبد الرزاق مقري، لتوسيع مسار الوحدة الاندماجية ليشمل التشكيلات التي انشقت عن مدرسة الراحل، محفوظ نحناح، وهو المسعى الذي يشتغل عليه منذ عودته في ديسمبر 2017 الى رئاسة حركة مجتمع السلم بعد تخليه عن رئاسة هذه الأخيرة لفائدة، رئيس جبهة التغيير المحلة، عبد المجيد مناصرة، في إطار تجسيد اتفاق الوحدة المتمخض عن المؤتمر الاستثنائي لجبهة التغيير المنعقد في السابع عشر جويلية بقاعة المؤتمرات علي معاشي بالصنوبر البحري، المتعلق أساسا بحل جبهة التغيير وعودتها الى أحضان حركة مجتمع السلم، وتعزز ذلك بتلميحات للقيادة الجديدة في تصريح للصحافة، تصب حول رغبة قيادة حركة البناء في إنجاح مسعى مسار توسيع الوحدة مع القوة السياسية الأولى في التيار الاسلامي، حركة مجتمع السلم، إي مباركة مساعي رئيس هذه الأخيرة وتجسيدها، بعد المؤتمر الاستثنائي لحمس في النصف الأول من ماي القادم، وفي موضوع التحالف الاسلامي الثلاثي المتكون من حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية وحركة البناء الوطني، بدأت ملامح انسحاب حركة البناء من هذا التحالف تتضح، حيث أبدت قيادة البناء عدم تحمسها للبقاء في هذا التحالف، الذي عجز عن تحيق أهدافه المسطرة عقب ميلاده قبل تشريعيات ماي من العام الماضي، حيث لم يتمكن من تحصيل أكثر من 14 مقعدا في البرلمان وافتكاك 8 مجالس بلدية فقط في الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت وقائعها في 23 نوفمبر من العام المنقضي، وذكر مسؤول التنظيم بحركة البناء، سفيان عابد، إن هذا الأمر سيناقش قريبا، ولمح المتحدث الى إمكانية تخلي حركته عن التحالف المذكور وفك الارتباط به .
م . بوالوارت